أيها القراء الأعزاء: نكمل ما تحدثنا عنه في مقالنا السابق عن موضوع الخادمات الذي لقي استحسان كثير من القراء؛ فأشكرهم من كل قلبي، ثم من الأمور والضوابط المهمة التي قد يتساهل بها الناس عند جلب الخادمة أنهم ومع الأسف يتساهلون ويحرصون على جلب خادمات صغيرات، وبسبب ذلك شاعت جريمة الزنا والعياذ بالله.. تأتي من بلادها سافرة متبرجة، وربما كانت شابة جميلة لا رقيب عليها فوقعت الفتنة وحلت البلية، أحيانا تحاول إغراء صاحب المنزل أو أحد أبنائه، يقول أحدهم كانت الخادمة عندنا تقوم بحركات غير أخلاقية، من أجل فعل الفاحشة معها، وقد قمت بإبلاغ أبي بذلك، وقام بتسفيرها فورا، وسعت إحدى الخادمات وراء شاب من الشباب حتى وقع بها فحملت منه فأخذت عندئذ تهدد الأسرة بأن تفضحهم بما جرى إن لم يدفعوا لها المال الذي تريده. وثمة نقطة مهمة وهي أنه ينبغي أن لا يتناسى الزوجان أن الخادمة أو السائق غريبين عن البيت وأهله، وإن طالت مدة مكثهما، ونحن لا نستطيع أن نعرف ما نصيبهما من التدين بديننا وإن صلوا وصاموا؛ لأن من الحقائق والشواهد المنتشرة عند الناس، انتشار السحر عند هؤلاء القوم، فقد نشرت إحدى الصحف أن خادمة سحرت ربة المنزل الحامل بحيث إنها لم تستطع الولادة إلا بعد مضي شهر من الوقت المتوقع لولادتها، فرُقيت المرأة بالقرآن فأخذت الخادمة تصيح بأعلى صوتها وأصبحت تهدد الأسرة بحرقهم وقتلهم، ولكن الله سبحانه كف شرها عنهم، وولدت المرأة ولادة طبيعية على أحسن حال بفضل الله ثم بفضل القرآن، ومن الأمور التي يغفل عنها كثير من الناس أن لا يعرف ماذا يوجد بداخل خطابات الخادمة سواء إذا أرسلتها أو إذا استقبلتها؛ لأنه من خلال الواقع وُجد في بعض خطابات الخادمات شعر من الزوج أو الزوجة أو بعض قطع الملابس، فهي تبعث إلى أهلها لعمل السحر والشعوذة والعياذ بالله، وربما تجد بعض الخطابات التي جاءت من أهلها وقد احتوت على أساور بلاستيكية، أو خيوط ملفوفة وأحيانا حجارة صغيرة، وقد وقفت أنا شخصيا على بعض الرسائل، ولكم أن تسألوا مكاتب البريد وهم يخبرونكم بأدهى من ذلك، والله المستعان، أنا لا أدعو إلى التجسس، ولكن ربما الأمر يوصلنا إلى ذلك. ويحسن التنبيه هنا إلى أن بعض الآباء والأمهات كثيراً ما يغفلون عن تربية الأولاد على الخدمة في المنزل، ذكورا أو إناثا، حتى إنه ليصل الأمر ببعضهم أن يكبر ولا يحسن أن يرتدي ثوبه أو يلبس حذاءه إلا بمساعدة الآخرين؛ لأنه نشأ على مساعدة الخادمة له، والأمر أدهى بالنسبة بالفتاة التي قد يأتيها خطيبها وتزف إلى بيت زوجها، فيتفاجأ الزوج المسكين أنها لا تحسن شيئا من أمر البيت؛ لأنه في زمن ماضٍ اشترت الأم راحتها بحجة أن البنت تذاكر، وما زالت صغيرة، وأيضا أصبح من المسلمات عند بعض الفتيات أنها ستجلب لها خادمة ولو بعد حين، فهنا تقع المشكلات ويقع الطلاق والعياذ بالله. وأخيرا لابد أن نراجع حساباتنا قليلا، ونعرف أن الله سيسألنا عن هذه الأمانة.