“الوئام” تفتح ملف تجار الرقية الشرعية واستغلالهم لحاجة الناس في حوار مع الشيخ الغامدي

تحولت الرقية الشرعية إلى تجارة مربحة تدر على القائمين عليها بالأموال الطائلة في ظل غياب الرقابة والتوعية لتبين الأحكام الشرعية، وكثر في الآونة الأخيرة إقبال الناس على «الرقية الشرعية» مما زاد في انتشار الرقاة من الجنسين في ظل الاستشفاء بالقرآن الكريم وبشكل عشوائي افتقدوا معه التأهيل الشرعي، واستغلوا الدين في جمع الأموال من خلال نشر ثقافة المرض بين الناس وإيهامهم بأنهم مسحورين أو مصابين بمس شيطاني، لتبدأ معه فصول استنزاف أموال الناس بلا حسيب أو رقيب عبر جلسات علاجية قد تطول إلى سنوات وسنوات.
هذا هو الواقع الذي نعيشه اليوم ولا يمكن لنا إنكاره أو تجاهله، فالمجتمع أوهم أنه يشكو من الحسد والعين وهذا الأمر جعلهم يلجأون إلى الرقاة لاعتقادهم أن هولاء لديهم القدرة على معالجتهم و”الوئام” رصدت هذه الظاهرة والتقت بالشيخ / محمد بن مصلح حافظ الغامدي – مساعد مدير فرع الرئاسة العامة بمنطقة الباحة لنسلط الضوء على هذه الفئة من المجتمع وكذلك عن مهام لجنة متابعة الرقاة بالمنطقة والدور المناط بها في متابعة الرقاة بوجه عام.
س : أولا حدثنا عن الرقية الشرعية من المنظور الشرعي؟
ج/ الرقية مطلب للعلاج وهي من الأمور المشروعة والله سبحانه وتعالى يقول (وننزل من القران ما هو شفاء للناس ورحمة) فلا يشك عاقل أن القران كله شفاء للقلوب من الأمراض، وللأجساد من العلل وخصوصا في هذا الزمن الذي كثر فيه الحسد بسبب النعمة وكثرة فيه الإصابة بالعين والمس من الجن مما جعل الطب الحديث يقف عاجزا أمام هذه الأمراض. فلابد من إيجاد الطب البديل ومن الطب البديل المعالجة بالرقية، وكثير من الأمراض والعلل اختفت بعد الرقية بل إن بعض الحالات أوقفت الأطباء في حيره من أمرهم فمن هلك متيقن إلى صحة وعافية وممارسة طبيعية لكل جوانب الحياة ومن غرفة العناية إلى بيته سليما معافى بفضل الله أولا ثم الرقية والقران الكريم والنبي صلى الله عليه وسلم أمر الأمة بالعلاج والتداوي وهذا منهج شرعي فعن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء” رواه البخاري وعن أسامة بن شريك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” تداووا يا عباد الله فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له شفاء إلا داءً واحداً الهرم” أخرجه أحمد والأربعة وصححه الترمذي.وأحيانا يكون المرض رحمة للعبد ليرجع إلى الله وينيب ويستغفر، وأحيانا يكتب الله لهذا العبد المسكين منزلة في الجنة لا يمكن أن يصل إليها بعمل يعمله فيصب عليه من البلاء صبا فيصبر ويحمد الله فتكون له تلك المنزلة.
فعقولنا قاصرة عن إرادة الله بنا. هل من حكمة الله خلق العبيد لتعذيبهم أو تكليفهم بما لا يطيقون؟! حاشا أن تكون هذه حكمة من رحمته وسعت السماوات والأراضين ومن فيهن، حاشا أن تكون هذه حكمة من يُعصى وهو المنعم ويُجحد وهو صاحب الفضل ثم إذا رجع العبد الفقير إلى الله فرح به وغفر ما كان منه ولا يبالي. إن الله خلق الخلق وهو في غنا عنهم ولو كانوا جميعا على اتقى قلب رجل فيهم ما زاد ذلك في ملك الله ولو كانوا جميعا على أفجر قلب رجل فيهم ما نقص ذلك من ملك الله أنما هي أعمالنا يحصيها سبحانه وتعالى فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه. رفعت الأقلام وجفت الصحف.
فلا بد أن يكون لدينا يقين أن كل بلاء هو من الله سبحانه وتعالى، ويكون عندنا منهج هو الأخذ بالأسباب فالأخذ بالأسباب من الأمور الشرعية. قال تعالي (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً{84}). فنحن قررنا أن الرقية أمر شرعي ولا ينكرها إلا جاحد. وإنكار التداوي بالقران كفر يخرج من الملة لأنه أنكر آية من كتاب الله.
س: كيف تكون الرقية الشرعية؟ ومن يكون الراقي؟
ج/ فأنا في وجهة نظري القاصرة أرى أن الدولة رعاها الله وأدام عزها أن تولي هذا الجانب اهتماما كبيرا من ناحية وضع آلية للعلاج بالرقية وفق ضوابط تشرف عليها وزارة الصحة وتكون هذه الآلية وفقا لما يلي :
أولا: أن توظف الدولة عدد معين من المتميزين بكليات الشريعة وأصول الدين على وظائف مدنية وتتعاون وزارة الصحة مع إحدى الجامعات السعودية كجامعة الإمام أو الجامعة الإسلامية بإنشاء معهد عالي للرقية الشرعية ، ويخضع هذا الطالب لدورة مكثفة في كيفية الرقية وآداب الراقي وكل ما يحتاج إليه الراقي من علوم شرعية.
ثانيا: أن يعطى شهادة تعادل شهادة الماجستير ويعين بمستشفيات الدولة ويكون له عيادة لها مواعيد محددة كأي عيادة أخرى، ويتم التحويل عليه من قبل طبيب رأى أن الطب الحديث وصل إلى طريق مسدود في معالجة هذه الحالة بالعقاقير الطبية الحديثة فيتم أحالتها لعيادة الرقية بالمستشفى.
ثالثا: أن يمكن هذا الراقي بعد تخرجه من الدورة بالمعهد العالي للرقية من أخذ دورة مبسطة عن درجة الحرارة وضغط الدم والأمور الأخرى التي قد يحتاج إليها الطبيب عادة.
رابعا: في المستقبل لو حب هذا الراقي أن يعمل له عيادة خاصة يعامل وفق نظام تطرحه وزارة الصحة مع الجهات المعنية ويمنح ترخيص مزاولة مهنة.
خامسا: وهو المهم أن هذا العلم يؤخذ وفقا للخطوات المبينة بعالية، بمعنى انه لا يسمح لأي شخص كائن من كان أن يفتح محل مزاولة رقية إلا أن يكون حاصل على شهادة شرعية وأجيز من المعهد العالي للرقية ومارس العمل بوزارة الصحة خمس سنوات على الأقل ولم يسجل عليه أي ملاحظة أخلاقية، بمعنى أكثر وضوحا أن لا يمارس هذه المهنة من أخذها بالخبرة كما هو المعمول به اليوم .
أما حال الرقاة اليوم فحدث ولا حرج أعني من له محل للرقية ومواعيد وحال القراء عندي وأنا لا أتكلم من فراغ بل أتكلم من متابعة لوضعهم من أكثر من عشرين سنه فهم يتدرجون بين ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: هي طلب المال فتجد المغالاة في أسعار القراءة. فعندهم قراءة خاصة وقراءة عامة وزيارة منزلية وأقل شيء عندهم أغلا من الكشف عند أفضل الأطباء الاستشاريين، ناهيك عن قيمة العلاج التي قد تصل إلى آلاف الريالات وهي عبارة عن كيلوا عسل وحبة سوداء وزيت زيتون مغلق وقارورة ماء مغلقة وكلها لا تتجاوز خمسين ريال. بل ربما يصف لك الاستشاري علاج لو صرفته من خارج المستشفى أخذته بعشرة ريالات.
المرحلة الثانية: يبدأ من الاكتفاء من المرحلة الأولى بمعنى أنه إذا بنا له بيتا واشترى له سيارة فارهة وارتفع رصيده في البنوك بدأت هذه المرحلة وهي مرحلة العجب عياذا بالله، فتعجبه نفسه ويصبح يسمع كلمة الشيخ وتطربه هذه الكلمة ويطربه ثناء الناس عليه ومن هذه المرحلة ربما يتحول إلى ساحر أو في أقل الأحوال يتعامل مع الجن في جلب الأخبار. وهم الجن قد درسوا وضعه وعرفوا من أين يسقطونه فيخبرونهم بالأخبار ومن فعل السحر وأين مكان السحر ومن الذي جلب السحر وأمور كثيرة لا يعني القارئ ولا الراقي حتى يصرفونه عن الحق وبعدها...........؟!
المرحلة الثالثة: هي مرحلة طلب الشهوة وتبدأ هذه المرحلة من أول تمكن الجن من الراقي والاستماع إليه وبمعنى آخر من أول ما أنظم إليهم فيحاولون إيقاعه في الحرام وإذا وقع عياذا بالله في الحرام فضحه في نفسه فأصبح ذليلا حزينا كئيب. وإذا وصل لهذه المرحلة تكون مواعيد العمل للنساء أكثر من مواعيد الرجال ويبدأ يتخبط والنساء يظنون أنه إذا لمس مكانا محذورا فإن ذلك جزء من العلاج وربما طلب الراقي من بعض المراجعات ممارسة بعض الأعمال المخالفة للشرع والأخلاق. وإقناعهم أن ذلك جزء من العلاج وربما اقتنعت هذه المريضة لأنها لا تظن بهذا القارئ السوء لكونه صاحب الفضيلة الشيخ العلامة الراقي فلان بن فلان، فإذا وقع الفأس في الرأس وانكشفت الأمور أن ذلك ليس من العلاج وإنما هو قام بالخداع والتلاعب بهذه المرأة ، لا يوجد طريق أمام المرأة إلا أن تسكت ولو تكلمت لأنفضحت. وكثير ما يرد بلاغات بهذا الشأن وعند طلب بلاغ خطي تنسحب وتقول أنا لا أريد الفضيحة أنا لن أعود له قد بلغتكم، بل إن بعض القراء تصل به الدناءة إلى أن يزور المرأة في البيت بوجود أبيها وزوجها ويطلب منهم ماء وزيت ويطلب أن يخرجوا خارج الغرفة ليخلوا هو بفريسته، والناس لا يلامون فهم يطلبون العلاج.
س : ما هو السبيل وأنت أغلقت جميع أبواب الرقية، وجعلتنا لانثق في أحد من القراء بعد هذا الكلام الخطير؟
ج/ الأمر أبسط مما تتصور أنت والقارئ الكريم، لو تأملنا ما الذي يفعله هذا القارئ ؟ يقرا القران.. وينفث في الماء والزيت والعسل بعد أن يخلطه بالحبة السوداء. جميل جدا هذا كل ما يفعله القارئ أم أن هناك شيء خفي ؟ ! إذا كان هذا كل شيء يفعله القارئ فنقول: هل القران الذي يقرأه القارئ هو القران الذي موجود عند عامة الناس ؟ لاشك أن الجواب نعم. إن هذا القرآن هو القران الموجود عند عامة الناس. نسأل سؤال آخر، هل الله سبحانه وتعالى جعل بينه وبين احد من عبادة وسيط سواء ملك مقرب أو نبي مرسل ؟ أم أن الاتصال به سبحانه مباشرة ؟! لاشك أن الاتصال مع الله مباشر وبلا وسطاء. هل القارئ أو الراقي مضطر إلى شفائك أو شفاء زوجتك، أم أنت المضطر ! لاشك انك أنت المضطر الحقيقي والقارئ مضطر مزيف مضطر للمال ومضطر للجاه ومضطر للشهوة
طالما أنت المضطر وليس بينك وبين الله واسطة والله يقول ({أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }النمل62)، ويقول تعالى ({وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186)، إذا طالما أن القرآن هو القرآن والشافي هو الله سبحانه لم يجعل بينه وبين عبادة وسطاء إذا لماذا لا أقرء أنا على نفسي وأهل بيتي وأنت تقرأ على نفسك وأهل بيتك ويكون اتصالنا مباشر مع الله سبحانه وتعالى قاضي الحاجات غافر الزلات. الله سبحانه وتعالى ينزل في الثلث الأخير من الليل كما جاء في الصحيحين والسنن وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول : من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له ) نحن للأسف تركنا قاضي الحاجات ومفرج الكربات، والتجأنا إلى بشر مثلنا هم أشد منا حاجة لرحمة الله فأوكلنا الله إليهم فما نفعوا أنفسهم فضلا عن أن ينفعوا الناس. أخي الكريم لو قال لك أحد القراء لابد أن تأتيني أنت وزوجتك الساعة الثالثة فجرا لأنه ليس له فرصة في الكشف عليكم إلا في هذا الوقت . هل ستذهب أم لا ؟ لاشك انك ستذهب وربما تكون المسافة بعيدة والجو سيء والضباب والأمطار ومع هذا حتما ستذهب . فلماذا لا تتصل مباشرة أنت بالله من بيتك من غرفة نومك. قم وجرب وتوضأ وصلى من الليل ما شئت واطلب وتذرع وانكسر لخالقك وأحسن الظن بالله وانتظر النتائج العاجلة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل:(أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله).
س : ما هو سبب ازدياد أعداد الرقاة المخالفين من وجهة نظرك؟
ج / من امن العقاب أساء الآداب.
س: بعض الذين يلجؤن إلى الرقاة لطلب العلاج يعتقدون بأن الشفاء بيد الراقي، فما نصيحتكم لهؤلاء؟
ج / أنا أقول أن المريض وذويه هم مساكين أصيبوا بمصيبة المرض فلا يعلم كيف يتصرف مرة يذهب لطبيب ومرة للقاري ومرة لمشعوذ وأخرى لساحر فهو مسكين، ومن وجهة نظري أن المرض رحمة وأن التداوي أمر مشروع فإذا أصيب الإنسان منا في نفسه أو ولده أو والدية أو زوجته فليصبر وليحتسب ويطلب العلاج المشروع فان لم يجد فيتيقن أن الله حكم عدل وأنه أريد به خير فصب الله عليه من العذاب صبا حتى يبلغ المنزلة التي كتبت له ولم يكن يبلغها بعمل وإنما ستكتب له بالصبر والاحتساب
يا إخوة : الإنسان يعيش مائة سنه وهو سليم معافى ثم ماذا؟ لابد أن يموت وكذلك الصغير والكبير والذكر والانثى فمن أصيب بشي من هذا وطلب العلاج المشروع ولم يجده فليتذكر أنه قادم على كريم جواد فليحسن الظن بالله وأن ترك الدنيا وما فيها من نعيم زائل فليتذكر انه قادم على نعيم لا يزول ورب كريم غفور وجنات وقصور، لكن الذي جعلنا نفزع من الموت ونحب البقاء في هذه الدنيا أننا عمرنا الدنيا وأخربنا الآخرة كما قال سفيان الثوري رحمه الله.
س: هل لنا أن نسأل عن كيفية متابعة هؤلاء الرقاة؟ وكيف يتم ضبط تجاوزاتهم ؟
ج/ اولا نحن في مجتمع مكشوف وما يحدث في أي مدينة او قرية ينتشر بين الناس واذا وصل للهيئة خبر عن أي راقي يتم إرسال له مصدر من داخل الهيئة يرصد طريقة علاجه وقرأته للقران وجميع الملاحظات التي عليه ثم يرفع للمحافظ وتجتمع اللجنة في يوم محدد ويستدعى الراقي ويناقش عن جميع ما لوحظ علية وبناء على ذلك توصي اللجنة بما تراه يبري الذمة تجاهه.
س : في حالة عدم وجود أي ملاحظة على الراقي هل يعتبر موضوعه منتهيا من قبلكم ويستطيع أن يمارس الرقية بكل حرية؟
ج / إذا لم يكن على الراقي أي ملاحظة يترك وشانه حسب ما نصت عليه فتوى هيئة كبار العلماء المبلغة لنا من مقام وزارة الداخلية، ويوضع تحت الملاحظة ومتى ما جد جديد عنه أي ملاحظة، يستدعى ويناقش ويوقف، فلا يظن انه من استدعى لأول مرة ولم يلاحظ عليه شي أن الموضوع منتهي . لان جميع القراء عند البدايات يكون مخلص جدا لأن الهدف مادي بحت يريد أن يحقق اكبر المكاسب، فلا تأتي الملاحظات إلا في المرحلتين المتأخرتين الثانية والثالثة.
س: الكثير يتساءل عن ماهية لجنة متابعة الرقاة، ما الجهة التي تشرف عليها، وهل تمنح هذا اللجنة تصاريح لهؤلاء الرقاة؟
ج / هذه اللجنة مشكلة بأمر من صاحب السمو الملكي وزير الداخلية حفظة الله ورعاه بناء على ما رفعه لسموه سماحة مفتي عام المملكة والجهة المشرفة على اللجنة هي وزارة الداخلية ويمثلها في كل منطقة أمارة المنطقة وهذه اللجنة هي عبارة عن لجنة مركزية في أمارة كل منطقة يرأسها وكيل أمارة المنطقة بعضوية كل من فضيلة مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة وفضيلة مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية ومدير شرطة المنطقة وهذه اللجنة مهمتها أن تدرس كل ما يرد إليها من اللجان الفرعية بالمحافظات وتقرر ما ان كان القارئ يستمر في القراءة أو انه يمنع بعد أخذ التأييد على ما تراه اللجنة من سمو أمير المنطقة، هذا بالنسبة للجنة المركزية، أما بالنسبة للجان الفرعية وهي ما تسمى بالجان الميدانية والتي تشكل في كل محافظة فهي في الغالب تكون برئاسة رئيس الهيئة بالمحافظة وعضوية مندوب من المحافظة وآخر من فرع الشؤون الإسلامية ومندوب من شرطة المحافظة، وهذه اللجنة الميدانية مهمتها متابعة هؤلاء القراء، وليس بالضرورة أن يقدم ضد القارئ بلاغ بل إن اللجنة عن طريق مصادرها التي تعتمد غالبا على ما يردنا من معلومات من إدارة البحث الجنائي، وفور وصول أي معلومات تفيد أن الشخص الفلاني يمتهن مهنة القراءة تبادر اللجنة بزيارته زيارة ميدانية أو تكلف اللجنة احد أفرادها ويذهب بقصد طلب العلاج ويرى كل التجاوزات والملاحظات إن وجدت ويدون بها محضر ويعيدها للجنة وتجتمع اللجنة ويستدعى الراقي وتبين له الملاحظات فإن كانت بسيطة نبه عليها وإن كانت كبيرة ترفع هذه اللجنة قرارها إلى اللجنة المركزية ويصدر محضر من اللجنة المركزية تأييد للمحضر المعد من اللجنة الفرعية ويعرض لسمو أمير المنطقة وبالتالي يصدر أمر بالمنع.
س : كيف يتم متابعة الرقاة من قبل اللجنة؟
ج / كما أسلفت عن طريق البحث الجنائي غالبا وهم يقومون بجهود تذكر فتشكر وهم متعاونون مع اللجنة ويتم إعداد محضر بالواقعة ويرسل للجنة.
س : هل لاحظت اللجنة تجاوزات من قبل الرقاة، وما هي أبرز هذه التجاوزات؟
ج / لاشك أن اللجنة حددت الكثير من تجاوزات هؤلاء الرقاة وهي تنقسم قسمين أما تجاوزات عقدية أو تجاوزات أخلاقية وهذه وتلك من الطوام. فمن التجاوزات العقدية مايلي
1. الاستعانة بالجان لمعرفة المرض وتشخيصه والمتسبب فيه : وهذه طامة من الطوام إذ أن القارئ اعتمد اعتماد كليا على ما نقلته هذه الجان من أخبار هي في الأصل مكذوبة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( صدقك وهو كذوب ) وأهل العلم المتقدمين والمتأخرين لا يرون اخذ الأخبار من الجن لأنه لا يخبر بالغيب إلا الله ويقول شيخ الإسلام عبد الحليم ابن تيمية عليه رحمة الله ( والجان لا يؤخذ منهم أخبار ولا يصدقون فيما ينقلون وعلى هذا سار أهل العلم وحجتهم في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في استراق السمع أنهم يأتون بالخبر الموثوق فيكذبون معه ألف كذبه فهم يتلذذون بالكذب كما يتلذذ ابن آدم بالشهي للطعام) انتهى كلامه.
والذي يظهر لنا نحن الميدانيين أننا نجد كثير من هذا ونواجه المصاعب ومن باب ذكر بعض القصص... أتاني رجل بمكتبي واخبرني خبر وقال أنعم الله علي ووسع علي بالرزق ولي أم وسبع أخوات وكلهن متزوجات وأنا أشركهن فيما إعطاني الله من رزق بل والله أن ما أعطيهن أحب إلي مما أعطي زوجتي وأولادي، ثم أصبح عندي مشكلة عند إحدى بناتي وهي على أبواب الزواج وأنا أجهزها ولكن البنت هذه بعد الملكة صرعت بل وانتقل الصرع لزوجتي ثم لإحدى أبنائي وذهبت بهم عند القارئ ( فلان ) فنطق الجان وأخبرني أن الذي عمل السحر لي ولأبنائي أمي وأخواتي. انظروا حجم الإفساد، هذا الرجل أنا عايشت مشكلته والله أن أمه ماتت وزرتها وكانت كبيره في سنها وهي تقول أريد قبل أن اخرج من الدنيا أرى ابني الوحيد، والله لماتت ما حضر قبرها ولا صلى عليها، من بر تام إلى عقوق مفزع عياذا بالله، انظروا كيف أن الشيطان صرف هذا الابن البار وجعله عاق، بسبب سؤال من قاري . مآسي !!
2. وجود أخطاء في القراءة بما يخرج الآية عن المعنى الحقيقي لها وهذا هو اللحن الجلي الذي يغير كلام الله وربما بهذا التغيير والتحريف يخرج الجان ليفتن هذا القارئ ويجعله يستمر في تغير كلام الله حتى يخرجه من الملة والتوحيد وهذا هدف عند إبليس (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }.82
أما التجاوزات الأخلاقية فحدث ولا حرج ومنها ما يلي :
1. لمس جسد المرأة بلا حائل وكشف للوجه أثناء القراءة لينظر تغير تقاسيم الوجه وربما صرعت هذه المرأة وانكشف شي من عورتها، والقارئ رجل......! وإذا سألت بعض القراء أجابك بكل ثقة أن المرأة مجرد أنها تصرع يتحول كل التعامل مع الجان. ما شاء الله من أين أتيت بهذا العلم أيه الفقيه ؟
أذكر لكم قصه أخرى حصلت معي قبل اقل من عام، أتصلت بي امرأة وذكرت لي قصة غريبة تقول أنا امرأة أم لثلاثة أطفال ويوجد لدي مشكله إنني لا أريد بيتي وإذا خرجت منه إلى منزل أهلي أو أهل زوجي الأمور تكون طبيعية وبمجرد أنني اخرج أريد بيتي يأتيني ضيق وصداع ونصحوني أن اذهب إلى قاري وسالت وذكر لي (فلان) بخير وذهبت وأول ما وصلت أمرني بكشف وجهي، قلت لماذا استجبت له، قالت هذا شيخ وأنا طالبة للعلاج بل إني بحاجة لمن يعالجني، تقول قرأ علي قرآن افهمه ثم مسك رقبتي وخنقني وتغير صوتي وهو يقول اخرج يا لعين وفقدت وعيي ثم رشني بماء وفقت والمرة الثانية جلس على صدري وهو يضربني. فأي راقي هذا ؟! أتدرون ما مشكلة هذه المرأة ؟ مشكلة بسيطة جدا إنها استقدمت شغالة والشغالة أتت من بلدها بطلسم سحري يخدم من قبل الشياطين مجرد ما طلبت منها أن ترسل لي كل ما في غرفة الشغالة من أغرض شخصية فوجدنا بها الطلسم واتلف وانتهت المشكلة، اتصلت على القارئ وحضر إلى مكتبي وقلت له القصة وقال استر علي ستر الله عليك واليوم أغلق المقرأة.. هذا فيض من غيض والناس لا يلامون فهم يبحثون عن الشفاء.
2. استخدام الضرب بحجة ضرب الجان وإيلامه.
3. استخدام بعض الأعشاب التي تؤدي لا سمح الله للوفاة وهذا حاصل كثيرا. وغيرها كثر وما خفي كان أعظم، ولا أريد أن أوهم الناس وإلا والله لأذكر من القصص ما يشيب منه رأس الغرير.
س: يوجد لدى البعض من الرقاه خطابات تزكية من أعضاء هيئة كبار العلماء استخدمت كتصاريح وربما وضعت في مكان بارز فما رأيكم في هذه التصاريح؟
ج / أولا أن هذه الأوراق كتبت من أصحاب الفضيلة بناء على ما تقدم به الشخص أنني أقوم بمعالجة الناس ونفعهم وذلك لوجه الله ابتغاء الأجر والمثوبة وانه يوجد خلق كثير محتاجين لهذه الرقية.........إلى آخر ما يقول فيكتب الشيخ له على خطابه تزكية بنا على ما تقدم من كلام وهو في الجملة كلام مبهم مبني على ما سبق من مقدمه والعالم كتب هذه العبارات لا يظن أن هذا القارئ سيستغلها وأيضا كتبها من باب أن الناس كلهم ثقات ( والمسلمون يسعى بذمتهم أدناهم ) لا يمكن أن يأتي شخص لدى عالم يريد تزكيته لنفع الناس ثم إذا به يقع في محذور. وأي محذور، بل انه من ترويج البضاعة أن يذكر القارئ أن لدي تزكية من العالم الفلاني ومن صاحب السمو الملكي فلان وهو كاذب. مرة استدعيت راقي وما أن حضر إلا وهو يقول لماذا استدعيتموني أنا عالجت فلان وفلان ولدي تصريح من وزارة الداخلية.
س :هل لديك من إضافة تحب أن نختم بها ؟
ج/نعم أولا: نسال الله سبحانه وتعالى أن يشفي كل مريض وأن يعافي كل مبتلى وأن لا يرينا ما نكره في من نحب وأن يحفظ لنا من نحب ويحفظنا لمن يحبنا وأن يلطف بنا فيما جرت به المقادير وأن يفرغ علينا صبر يسبق البلاء لكي لا يفوتنا الأجر.
ثانيا : وصيتي لكل من أصيب بمرض أو أصيب له قريب بمرض أن يصبر وأن يحتسب ويعلم أن ذلك المرض إنما هو منزل من عند الله وأن الهدف من المرض هو اختبار للمريض ورفعا لدرجاته وربما أن من حكمة الله أن ينزل المرض على عبده ليسمع صوته في آخر الليل وهو يتضرع إليه، فإذا أصيب الإنسان منه بمصيبة فلا يضجر وأن أول ما يتصل بالله ويطلب العون منه والله تعالى يقول في الحديث القدسي قال عليه الصلاة والسلام { قال الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث ذكرني } الحديث رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة .
ثالثا : إن الالتجاء لهؤلاء القراء خطأ كبير يرتكبه الإنسان في حق نفسه وفي حق أسرته، انه عرض نفسه وأهله للفتن والأصل أن هذا القارئ يعالج بالقران كلام الله فليكن أنت من يتولى العلاج طالما أن العلاج موجود ومتوفر وقد وعد الله بالإجابة ({أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }النمل62)
فأنت المضطر أما القارئ فليس مضطر إلى لإحدى ثلاث : مال حرام يدخله على أهله أو جاه يشار إليه بالبنان وهذا كما ورد في السنه فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال : حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن الله إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم، وكل أمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن، ورجل قتل في سبيل الله، ورجل كثير المال.فيقول الله للقارئ : ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي ؟ قال : بلى، يارب. قال : فماذا عملت فيما علمت ؟ قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول الله : كذبت، وتقول الملائكة كذبت، ويقول الله له : بل أردت أن يقال فلان قارئ. وقد قيل ذل...الحديث.
أو شهوة حرام يصرفها لمضطر إلى علاج. وما عدها فالقران موجود وأنت المضطر وليس بيننا وبين الله وسيط لا ملك مقرب ولا نبي مرسل.
رابعا : أقول للقراء اتقوا الله في أنفسكم ولا تعلقون الناس بغير الله ولا تفسدون على الناس حياتهم وتفتنوهم في دينهم وتوسوسون بهم وتوقعونهم في البغضاء، وأقول اتقوا الله في أنفسكم وأهليكم واهتموا بتربية ابناكم ولا يفتنكم الشيطان، الإنسان منكم يجلس في مقراته من بعد صلاة العصر إلى بعد منتصف الليل لا يعلم عن ولد ولا عن زوجة ولا عن بنت، هؤلاء ينقصهم غير المال.بل قد يكون أهم من المال إنها العاطفة فلا تحرموا أولادكم من العاطفة، ناهيك عن تضييع الصلوات مع جماعة المسلمين في بيوت الله بل إن صلاة المغرب لاتصلا في وقتها وصلاة العشاء تأخر إلى خروج الوقت. واعلم انك مسؤول عن نفسك ومن تعول، وأنت غير مسؤول عن الخلق ولم يتعبدك الله بما تعمل. في المقابل سوف يسألك الله عمن تعول كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته.
وتذكر يوم القيام قبل أن تبرح الأقدام. السؤال عن المال من أين اكتسبته وأين أنفقته، وأعد لسؤال جوابا وللجواب صوابا {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }يس65 وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على خير خلق الله محمد ابن عبدالله وعلى اله وصحبة ومن استن بسنته إلى يوم الدين .