عاودت يمنيات الاحتجاج تنديداً باعتقال الحوثيين عشرات السياسيين والصحفيين، بينما تعهد المبعوث الأممي الخاص باليمن بألا تخذل الأممالمتحدة اليمنيين، مشدداً على متابعة جهود السلام. وتمسك المبعوث، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بعدم تحديد سقف زمني للاجتماعات الجارية حالياً في الكويت، في وقت أكدت فيه الحكومة الشرعية عزمها البقاء في المشاورات. وتجمَّعت عشرات النساء في مدينة ذمار (وسط اليمن) أمس للتنديد باستمرار اعتقال ميليشيات «عبدالملك الحوثي – علي عبدالله صالح» نشطاء وصحفيين ومعارضين للانقلاب. ودعت المحتجات إلى إطلاق سراح المحتجزين، وندَّدن باستمرار الاغتيالات التي طالت سياسيين معارضين للانقلاب، محمِّلاتٍ الجماعة المتمردة المسؤولية عن حياة ذويهن المعتقلين. وكان محتجز لقِيَ حتفه في سجون الحوثيين في ذمار بعد تعرضه وآخرين إلى تعذيب نفسي وجسدي شديدين، حسبما قالت المحتجات. سياسياً؛ أفاد المبعوث الأممي أن منظمته الدولية ستواصل جهودها للوصول إلى سلامٍ في اليمن. وكشف خلال مؤتمر صحفي، أمس، في العاصمة الكويتية، عن فحوى لقاءاته الأخيرة مع الرئيس اليمني، وأمير قطر، والأمين العام للأمم المتحدة، قائلاً إن الأطراف اتفقت على أن هناك حاجة إلى الالتزام والمثابرة من أجل السلام. وأوضح: «أجريت سلسلة من اللقاءات الثنائية، وتطرقت إلى الانسحاب، وتسليم السلاح، وركزت على الضمانات التي تم الاتفاق عليها». واعتبر ولد الشيخ أحمد، وهو دبلوماسي موريتاني سابق، أن الحل السياسي سيعيد إلى المشهد اليمني التفاؤل، «ووحدهم المتشاورون قادرون على صناعته». في الوقت نفسه؛ رأى أن القرارات التاريخية تحتاج إلى وقت، «وعامل الوقت يتوقف على تجاوب الأطراف»، مبيناً «لذلك لم نحدِّد سقفاً زمنياً حتى لا يشكل عامل الوقت ضغطاً على المتشاورين». وأبلغ ولد الشيخ أحمد، الصحفيين بعودة لجنة الأسرى والمعتقلين المنبثقة عن المشاورات إلى العمل منذ الأربعاء، بحضور وفد من الصليب الأحمر «الذي التقى بكل الأطراف للاطلاع على النقاش حول الإفراج عن الأسرى». ولفت أيضاً إلى عودة لجنة التهدئة والتواصل إلى العمل، قائلاً: «الأممالمتحدة تبحث عن خيارات لدعم لجان التهدئة المحلية». وفي شأن المرجعيات الأساسية؛ أعاد المبعوث التأكيد على القرار الأممي 2216 بوصفه موضِّحاً لكل التفاصيل. وأبان: «هناك تدابير لابد أن تُتَّخذ، فنحن نريد حلاً يتطابق مع مضمون القرار، ولن يكون إلا حلاً شاملاً وفق المرجعيات المعلنة». إلى ذلك؛ أعلن رئيس الحكومة الشرعية، أحمد عبيد بن دغر، أن وفدها لن ينسحب من مشاورات الكويت التي ترعاها الأممالمتحدة. وجدد بن دغر، خلال لقاءٍ أمس مع مسؤولَين أمريكيَّين، وثالث بريطاني، الإشارة إلى حرص الحكومة على إنجاح المشاورات، والتوصل إلى اتفاق سلام دائم وشامل.