أكد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، اهتمامه الشخصي بالعلم والعلماء، واصفاً إياهم بأساس التطور والسبيل إلى الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة. وتطلَّع الملك سلمان، لدى رعايته مساء أمس في جدة احتفال جامعة الملك عبدالعزيز بمرور نصف قرن على تأسيسها، إلى استمرار الجامعات السعودية في دعم خطط التنمية. وحثَّها على تأهيل وتطوير القدرات البشرية وإجراء الأبحاث والدراسات العلمية المتخصصة بما يواكب «رؤية المملكة العربية السعودية 2030». ولفت الملك، في كلمةٍ ألقاها بعد تدشينه مشاريع في الجامعة بتكلفة أكثر من 11 مليار ريال، إلى إسهام الجامعات في دفع عجلة التنمية. وأبدى سعادته بحضور احتفال جامعة الملك عبدالعزيز بمناسبة مرور 50 عاماً على إنشائها. وقال «هذه الجامعة التي تحمل اسم مؤسس هذه البلاد -رحمه الله-، وهي التي أسهمت مع بقية الجامعات في بلادنا بدفع عجلة التنمية والنهوض بالمجتمع إلى آفاق أوسع وأرحب من التطور والرقي»، مُقدِّماً شكره إلى منسوبيها على كافة الجهود المبذولة في تحقيق رسالتها المنشودة، ومتمنياً للجميع دوام التوفيق والنجاح. وتجوَّل خادم الحرمين الشريفين في المعرض المعدَّ بهذه المناسبة. واطَّلع على صور تاريخية وحديثة تحكي مسيرة الجامعة منذ تأسيسها وحتى الآن وتضيء على مشاريعها المستقبلية. كما شاهد الملك والحضور حفلا خطابيا وفيلماً وثائقياً بعنوان «نشأة ومسيرة وعطاء». وتناول الفيلم مسيرة الجامعة وجهودها في المسيرة التعليمية في المملكة. وأوضح مدير الجامعة المكلَّف، الدكتور عبدالرحمن اليوبي، أنها بدأت بكلية واحدة وبأقل من 100 طالب وطالبة، فيما باتت تضم اليوم أكثر من 30 كلية وما يزيد على 100 ألف طالب وطالبة مع هيئة تدريس غالبيتها من السعوديين وأكثر من 100 قسم علمي في مختلف التخصصات الصحية والهندسية والحاسوبية والعلمية والإدارية والإنسانية. وقدَّر اليوبي، في كلمةٍ خلال الحفل استهلها بالترحيب بالملك والحضور، عدد أعضاء هيئة التدريس حالياً بأكثر من 8 آلاف عضو. وأشار إلى عديد من المعاهد والمراكز البحثية المتميزة المرتبطة بالجامعة التي «حققت تطوراً ملحوظاً في المجالات كافة حتى أصبحت من أوائل الجامعات جودةً في التعليم والبحث العلمي». وأوضح «انتشرت فروع جامعة الملك عبدالعزيز في مختلف مناطق المملكة فضلاً عن فروعها التي أنشئت في محافظات رابغ وخليص والكامل التابعة لمنطقة مكةالمكرمة، وامتدت رعاية الدولة لهذه الفروع حتى اشتد عودها وأصبحت صروحاً تعليمية شامخةً تبلورت حتى أصبحت جامعات مستقلة» في مختلف المناطق. وأفاد اليوبي بأن «الإنجازات الكبيرة التي حققتها الجامعة خلال الخمسين عاماً من عمرها لم تكن لتتأتي لولا فضل الله تعالى، ثم الدعم غير المحدود الذي حظيت به من لدن قادة هذه البلاد المباركة خلال تلك السنوات، مؤكدين هنا جميعاً عمق الولاء لهذه البلاد الطاهرة والسير على المنهج الذي وضعته قيادتنا الرشيدة لمواصلة هذه المسيرة المباركة للجامعة». وخلال كلمته؛ خاطب اليوبي الملك سلمان قائلاً «إن تفضلكم يا خادم الحرمين الشريفين بتشريفكم هذه المناسبة الغالية لهو استمرار لاهتمامكم بالعلم والعلماء، فمرحباً بكم خادم الحرمين الشريفين وبصبحكم الكرام في رحاب هذا الصرح العلمي الذي يكفيه فخراً أنه يحمل اسم الملك المؤسس الملك عبدالعزيز – رحمه الله-». وفي استذكارٍ للهيئة التأسيسية لمشروع الجامعة؛ لفت اليوبي إلى تشرُّفها برئاسةٍ حكيمةٍ من الملك فيصل – رحمه الله- وعضوية «أبناءٍ كرامٍ أوفياء من أبناء هذا الشعب الأبي الذي حملوا مسؤولية تأسيسها بالجهد والمال والفكر، حتى تكللت الجهود بالنجاح والتوفيق، فتحولت الفكرة إلى حقيقة، وصار الحلم واقعا». وكان الملك سلمان بن عبدالعزيز وصل إلى مركز الملك فيصل للمؤتمرات في مقر الجامعة يرافقه رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، والأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، والأمير نايف بن سلمان بن عبدالعزيز. وكان في استقبال الملك سلمان مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، الأمير خالد الفيصل، ومحافظ جدة، الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، ووزير التعليم، الدكتور أحمد العيسى، والدكتور عبدالرحمن اليوبي، ووكلاء الجامعة. عقب ذلك؛ عُزِفَ السلام الملكي، وتجوّل الملك في المعرض، والتُقِطَت الصور التذكارية له ولمدير ووكلاء الجامعة. وبعد أن أخذ الملك مكانه في القاعة الرئيسة؛ بدأ الحفل الخطابي بآياتٍ من الذكر الحكيم، وألقى اليوبي كلمته. ثم تفضَّل الملك سلمان بتدشين المرحلة الثالثة من مشاريع توسعة الجامعة بتكلفة إجمالية بلغت 5.5 مليار ريال. وتشمل التوسعة المدينة الجامعية للطلاب، ومباني مرحلة السنة التحضيرية للطلاب والطالبات، والقرية الرياضية، وسكن أعضاء هيئة التدريس، ومباني أكاديمية في فرع رابغ. كما وضع الملك حجر الأساس لعددٍ من المشاريع الجامعية داخل الجامعة وفروعها بتكلفة تُقدَّر بأكثر من 6 مليارات ريال. وتشمل المشاريع إنشاء مشروع منارات المعرفة لتحقيق الأهداف والرؤى العلمية والمعرفية للجامعة، وبناء فندق مجهز، ومركز للتسوق، ومسجد جامع ومركز للمؤتمرات. كما تشمل مشروع تطوير المدينة الجامعية للطالبات، ومشروع مستشفى رابغ، وتأسيس المباني الأكاديمية الدائمة في فرع رابغ بمختلف الكليات. وبعد تدشينه المشاريع؛ ألقى الملك كلمته. ثم تمَّ تكريم الملك فيصل بن عبدالعزيز- رحمه الله- رئيس الهيئة التأسيسية للجامعة. كما كرَّم الملك سلمان الأمير خالد الفيصل، والأمير مشعل بن ماجد، وكبار الداعمين والمؤسسين للجامعة ومديريها السابقين، فيما تسلَّم شهادة الدكتوراة الفخرية من الجامعة في مجال «تعزيز الوحدة الإسلامية». وفي ختام الحفل؛ عُزِفَ السلام الملكي، ثم غادر خادم الحرمين الشريفين مقر الجامعة مُودَّعاً بمثل ما استُقبِل به من حفاوةٍ وترحيب. وحضر الحفل الأمير خالد بن فهد بن خالد، ووزير الحرس الوطني، الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، ووكيل وزارة الحرس الوطني للقطاع الغربي، الأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي، والأمير فيصل بن ثامر بن عبدالعزيز، والمستشار في الديوان الملكي، الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، والمستشار في الديوان الملكي، الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، ووكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة المساعد للحقوق، الأمير فيصل بن محمد بن سعد، ووكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة للشؤون الأمنية المكلَّف، الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي، والأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز، والوزراء وعددٌ من المسؤولين.