قلت يا أبا الحِكم: هل تصدق أنهم كانوا -قديماً- يطلقون على لاعب كرة القدم في وضع (تسلل) كلمة (حرامي)؟ قال: والموظف في وضع (تسلل) ماذا يطلقون عليه؟ قلت: كانوا يقولون عنه (سارق). قال: واليوم؟ قلت: اتفقوا على إدراجه ضمن مصطلح يسمونه (الفساد المالي) قال: وهل تم اعتماد هذا المصطلح كترجمة لكلمة سارق أم لكلمة حرامي؟ قلت: كلا، فهاتان عبارتان معيبتان لا ينبغي أن ننعت بهما الفاسدين، فهم يمارسون السرقة وفق أنظمة وقوانين ومشروعات وأراضٍ وإنشاءات وفواتير ومستخلصات وتواقيع وأختام واعتمادات وحسابات ومشتريات، تكتب على أوراق فاخرة مصقولة تبرق كثغر عبلة المتبسم. قال أبو الحِكم مازحاً: وأين عنترة منهم؟ ثم أضاف جاداً: إذن لن تجد هيئة مكافحة الفساد صعوبة، ولا تحتاج إلى مخبرين في أمور كهذه طالما أن كل شيء واضح أمامها يبرق بالحقيقة.. لكنني أود أن أعرف، هل كل هذه السرقات تتم بمعرفة المسؤولين الكبار أم الصغار؟ قلت: ربما بمعرفة بعض الكبار أولاً. قال: ومن هم الكبار؟ قلت: بعض مديري الإدارات، وثلة من رؤساء الأقسام والمشتريات، ورهط من الصيانة والمشروعات، بعلم بعض مديري العموم، ووكلاء الوزارات.. والله على ما أقول شهيد. قال: لا تورط نفسك. قلت: ولكنه الحق. قال: إذن مع السلامة. قلت: ليحفظك الله. ثم عاد فقال: هل سأقرأ لك مقالاً آخر؟