قالت السلطات في جمهورية الكونجو الديمقراطية أمس، إنها اعتقلت نائب زعيم جماعة متمردة مرتبطة بالإبادة الجماعية في رواندا، مما يوجه ضربة لجماعة مسلحة تقع في محور صراع مستمر منذ عقدين في المنطقة. وفي تذكير بالعنف المستمر في منطقة شرق الكونجو التي تجتاحها الصراعات، قتل مسلحون يشتبه بأنهم متمردون من جماعة أخرى تسعة أشخاص على الأقل بالأسلحة البيضاء بالقرب من الحدود بين إقليمي كيفو الشمالي وإيتوري الجمعة. وقال لامبرت ميندي المتحدث باسم الحكومة، إن الجنرال ليوبولد موجيامبيري رئيس أركان جماعة القوات الديمقراطية لتحرير رواندا اعتقل الأسبوع الماضي في مدينة جوما شرق البلاد خلال تفتيش روتيني للشرطة. وأضاف ميندي «تعرفت قوات الأمن عليه في الموقع». وقال إن موجيامبيري نقل إلى العاصمة كينشاسا حيث سيقرر القضاء العسكري ما إذا كان سيمثل للمحاكمة في الكونجو أم سيسلم إلى رواندا. وتضم القوات الديمقراطية لتحرير رواندا جنودا من مسلحي الهوتو السابقين المسؤولين عن ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 مما أسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 800 ألف من التوتسي والهوتو المعتدلين. واتخذت رواندا من وجود الجماعة في الكونجو منذ المذابح مبررا لتدخلات عسكرية متعددة في جارتها من ناحية الغرب، بما في ذلك توغلات عسكرية خلال صراعين إقليميين بين عامي 1996 و2003 مما أسفر عن مقتل الملايين أغلبهم من الجوع والمرض. وشن جيش الكونجو هجوما على القوات الديمقراطية لتحرير رواندا في فبراير من العام الماضي. وتقول الحكومة إنها قللت عدد مقاتلي الجماعة لنحو 100 مقاتل لكن المحللين المستقلين يقدرون العدد بأنه نحو 1500 مقاتل على الأرجح. وفي تدوينة على الإنترنت قال جيسون ستيرنز مدير مجموعة أبحاث الكونغو في جامعة نيويورك، إن الاعتقال قد يشير إلى انقسامات بين الجناحين العسكري والسياسي في جماعة القوات الديمقراطية لتحرير رواندا. وكتب قائلا «بينما كانت عمليات (الكونجو) ذات تأثير محدود على الهيكل القيادي للجماعة، هذا الضغط العسكري صعد من حدة التوترات داخل الجماعة بطريقة يصعب التعبير عنها لكنها تبدو خطيرة». وقال ماك هازوكاي وهو متحدث عسكري محلي إن تسعة مدنيين على الأقل قتلوا بطريقة وحشية الجمعة، في ثلاث قرى على طول الحدود بين إقليمي كيفو الشمالي وإيتوري في منطقة بني. وقالت جماعة حقوقية محلية إن 21 شخصاً على الأقل قتلوا في المداهمات. وقتلت عشرات الهجمات المماثلة أكثر من 500 شخص منذ أكتوبر 2014. وهدأ العنف في الأشهر الأخيرة حتى يوم الأربعاء عندما قتل متمردون 17 مدنياً على الأقل في مداهمة خلال الليل.