كثير من أهالي منطقة عسير يعرف حي (الموظفين) ويدركون مدى مكانته وموقعه الحيوي في المنطقة، حيث يتوسط مدينتي أبها وخميس مشيط، لكن مسؤولي المنطقة في الأمانة يتجاهلون الحي ولا يرغبون في أن يدركوا حجم المعاناة واحتياجات المواطنين المشروعة لهم، فحي الموظفين مثله مثل معظم أحياء أبها العشوائية التي تفتقد إلى أبسط البنى التحتية أو حتى مقومات الأحياء السكنية البشرية الحضارية من مياه وشبكات تصريف وسفلتة وإنارة وأرصفة وتشجيير وصيانة لحدائقها وغيرها. هذا هو حي الموظفين جزء من ذلك الإهمال والإفلاس التنموي وغياب التخطيط، وأنا هنا لن أسأل عن حجم المليارات التي تعتمدها أمانة منطقة عسير في مشاريعها لتطوير الأحياء السكنية ولن أبحث أكثر عن الملايين التي يتباهى بها المسؤولون في تصريحاتهم الإعلامية وعن المخصصات المالية للإنارة والتشجير، فالشجيرات المحدودة على أطراف مدخل الحي العشوائي هي نفس الحكاية، حيث إنها دامت لأكثر من 30 عاماً، كما أن المدخل الرئيس المتدحرج بلا تنظيم، وكذلك تلك الأرصفة التي تمتد عدة أمتار لمدخل الحي، هي الشوارع وبحفرياتها التي تغرق في شبرين من الماء عند كل قطرة مطر حتى أصبح أهل الحي ينفردون ويشذون بالدعاء بأن لا ينزل المطر. هو حي الموظفين أحد أكبر وأقدم أحياء أبها لم يتغير، التغيير فقط قبل يومين عندما لمع اسم حي الموظفين في مطلع أخبار كل الصحف المحلية، وتصدرت مقاطع الأمطار والسيول عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأظهرت حقيقة أمانة منطقة عسير، فعورة الفساد والتصريف انكشفت ولم يعد بمقدور أي مسؤول في أمانة منطقة عسير أن يتستر بتصريح أو يتبرك بوعود صحفية تنسي المواطن روايات الإهمال، لأنها تطفح فوق برك ومستنقعات المياه التي تحاصر البيوت. حي الموظفين جزء من قصة أو حكاية لأحياء كثيرة من عسير كانت ولاتزال على حالها بلا نماء أو تطوير أو حتى غرس لمعنى أو قيمة الإنسانية… أن الإنسان يسكن هنا. حي الموظفين وغيره من الأحياء هي أحياء يسكنها كثير من الوجع والألم والقهر على مستوى خدمات بلدية فأنقذوا أحياء أبها ودعوا التزييف والتهريج والتصريح، ولا تقولوا أبها عاصمة السياحة العربية، فأهل أبها يعرفون أبها ومستوى أبها لم يبلغ المحلي ليصل للعربي… ولن يصل إلا بتنمية أحياء أبها.