للتربية طرائق ينجح بها من يعي بأن مايزرعه اليوم فسينمو تلقائياً في أبنائه، فالأبناء يمتصون بجدارة مايرون أو يسمعون. ولعل تعليم الطفل كيف يطالب بحقه ولايتنازل عنه من أصعب المهارات، لأنها ترتبط مباشرة بسلوكك وأفعالك التي تصبح قدوة أكثر من أي كلمة توجهها له. بعضهم يمارس ذلك بحرفية فيصبح مايتلقاه الطفل حتى يكبر دروسا عملية تعلمه كيف يأخذ حقه دون إيذاء الآخرين. وفعل ذلك يتطلب ان يعي الوالد بأن مايسكب في أذن وسلوك ابنه، يجب ألا يكون مثاليا جداً ولا متناقضا مع الواقع. فمثلاً حينما ينوي تعليمه شيئاً عن قبول الآخر من المهم أن يتصرف على أساس ذلك في المواقف العادية مع الآخرين في أي مكان، فأن يوجه كلمة أو رأياً لشخص يقلل فيه من قيمته بناءً على عرقه أو دينه، فالكلمة ستسجل بإتقان في عقل الطفل وحال تواصله مع أقرانه سيعيدها. وبهذا تسقط قيمة أردت أن تعلمها ابنك، وهي أن لكل شخص الحق في الاحترام والتقدير. بعض الآباء على سبيل مثال آخر يستخدم أسلوب العنف أو القذف أو السب لأخذ حقه من شخص اعتدى عليه، وإن كان ذلك الحق مكفولاً له، لكن الطريقة تحور ببساطة المفهوم الحازم والراقي والقوي إلى مفهوم متدن له أثر سلبي أكثر من كونه إيجابياً. الحوار المتبادل والسلوك المعتدل مع الآخر يقرب من أذهانهم مبدأ احترام حقوق الآخرين دون التقليل من احترام حقهم الذاتي. صعوبة هذا الشرح في أنه قناة لاينقطع بثها بمجرد التعليم لأن المتابعة مهمة، فلكل موقف طريقة مناسبة للتعامل معه. بعض الآباء أحياناً يعيدون التفكير أكثر من مرة في ردود أفعالهم إذا ماصادف أن سلوكا أو قولا لن يتناسب مع قوة الموقف وحتى لايتركوا أثرا متناقضا في فكر الابن وسلوكه. لهذا دورنا كآباء أن نكون العين والأذن والروح التي تدعم تلك العقول، حتى لايكون لأي مؤثر خارجي الأثر المدمر الذي سقط كثير من الشباب ضحيته.