كثيراً ما أبدأ بِسطر وأنتهي بِخلاف ما بدأت عليه، وكثيراً ما أستفتحُ فكرة وأنطلق مِن خلالها ثُم أجد نفسي عند باب مُغاير لِتلك الفكرة. تٓولّد الأفكار، نموّها وتطورها، اندماجها وتحوّرها أمرٌ جميل، بل ويُشير إلى الحياة في تلك الفكرة! الفكرة حيّة، لذلك هي تتنفس، تكبر وتنمو. ولكن.. طمس وتغافل الفكرة الأساسية في كثير مِن الأحيان يكون أمراً غير جيد! لأنه لا يساعدنا في أن نُنتج ما نسعى إليه، بل وقد يعني بأن الشّخص لا يعلمُ إلى أين يسعى؟ وماذا يُرِيد؟ كثير منّا يكتب فقط لأنه يُرِيد فعل الكتابة ذاته دون أن يعلم لماذا يكتب؟ وفيما يكتب! كثيرٌ منّا يرسمُ بِالرصاص ما لا يعلم ألوانه! لذلك قد نُلاحظ تشابها لِلنصوص وتكراراً لِلعبارات دون الوصول لأي تحرك فعلي. لا أقف هُنا ضد البدايات غير المعروفة بوضوح، ولا أنكر أبداً أهمية تلك الخطوة في فتح الأبواب المغلقة، فنحنُ وإن لم نتحرك أو ندخل يكفي أن نضع المفتاح فِي الباب. ولكنّي أقف بِجانب لوحة (الرؤية والأهداف)؛ فمن امتلك أهدافاً بلا رؤية واضحة، كان كمن يقطفُ ثماراً بلا سلة تحتويهم، ومن امتلك (رؤية) بِلا (أهداف) كان كمن امتلك السّلة وجلس عند باب الحدائق المسوّرة ينظرُ لِلثمار مِن بين فتحات السور أو من أعلاه، ولا يملك فِي الحقيقة شيئاً مِنها. الرؤية لا تعملُ بِلا أهداف، والأهداف لا تُصقل ولا تتمحور دون رؤية واضحة، اكتب رؤيتك، وخطّط لأهدافك، وامضِ عليها، ولا تكن كأولئك المقعَدين الَّذِين يقضون الوقت فِي تعداد أحلامهم المتخاذلة، ويندبون الحظ الّذي لم يُحالفهم! فِي حين أن الحقيقة أنهم من أغلقوا أبواب الفُرص، واعتكفوا في دار مُظلمة لا نور فيها ولا حياة.. اعتكفوا هاربين مِن الواقع ومتجاهلين أهمية التخطيط الجيد فِي الوصول لجوهر الأهداف، وأهمية الضوء الساطع في معرفة الرؤية الحقيقية التي نسعى لِتحقيقها. كُن واضحاً في رؤيتك وأهدافك، واقْضِ الوقت في التخطيط، قبل أن تقضيَه في العمل!