إلتقى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الثلاثاء 15 نوفمبر الجاري، رئيس المجلس الوطني الإنتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، وذلك بوساطة من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، على هامش أشغال أول قمة لمنتدى رؤساء دول وحكومات البلدان المصدرة للغاز الطبيعي. اللقاء الذي أكدته “وكالة الأنباء الجزائرية”، هو الأول من نوعه، منذ إندلاع الثورة الليبية، وبعد الإطاحة بالقذافي وبحسب موقع “كل شيء عن الجزائر”، فإن اللقاء جاء بعد توتر العلاقات بين المجلس الإنتقالي الليبي والسلطات الجزائرية، على خلفية الإتهامات الموجه ضد النظام الجزائري، بدعمه للعقيد القذافي ومحاولة إنقاذ حكمه، على حساب تطلعات الشعب الليبي. وقد أثرت هذه التهم بشكل غير مباشر أيضا على علاقة الجزائر بدولة قطر في الفترة الأخيرة، بالنظر إلى الإسناد القطري المؤثر والقوي للمجلس الانتقالي، مما أقلق الجزائر من طموحات الدوحة في المنطقة المغاربية. ورغم إعتراف الجزائر المتأخر بالمجلس كممثل للشعب الليبي في 22 سبتمبر الماضي، إلا أنه لم تحصل لقاءات كثيرة بين الطرفين، باستثناء تلك التي جمعت وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي، بأحد أعضاء المجلس الانتقالي. في حين تم إلغاء زيارة كانت مبرمجة من طرف المجلس الإنتقالي إلى الجزائرن بسبب مقتل القذافي، مما أجل الزيارة. وتتعرض دولة قطر لسيل من “التهم” بعد حضورها البارز في الثورة الليبية، وإسنادها لأطراف من المعارضة السورية، والجدل الذي أثارته دعوتها لحضور الجلسة الافتتاحية الأولى للمجلس التأسيسي في تونس، وجميعها أمور تقلق النظام الجزائري، الذي يمتلك “ثروة” هائلة من النفط والغاز، إلا أنه يعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية عدة، وتتفشى بين صفوف شبابه البطالة، والهجرة نحو الشمال!. كما تأخذ الجهات الرسمية الجزائرية على الدوحة، إيواءها للمعارض الجزائري عباس مدني، مؤسس الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة، وغيره من الشخصيات، و”تمكينهم من التهجم على سياسات نظام الحكم في الجزائر، عبر قنوات تمولها الدوحة”، كما تدعي بعض الأوساط الحكومية الجزائرية، في حين يرى مراقبون، أن مسألة المعارضة الجزائرية ليست بالملف “الثقيل المزعج”، مقارنة بالهواجس من طموحات قطرية سياسية، وتوجهات ليبية أقلقت الجزائر. وهو الأمر الذي أجبر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على ما يبدو، على السفر إلى الدوحة، والمشاركة في منتدى الغاز ولقاء الشيخ حمد آل ثاني، رغم أن سفره إلى الخارج نادر جد في الفترة الأخيرة، بسبب مرضه. فهل يجِبُ اللقاء الأخير بين الرئيس بوتفليقة ومصطفى عبد الجليل، وأمير قطر، ما قبله، ويُطوى ملف “الاتهامات المتبادلة” بين الجزائر وليبيا ما بعد القذافي، وينزاح عن الأولى بعض القلق من الدور القطري “الغامض” في عمقها الجغرافي؟! الثورة الليبية | الجزائر | المجلس الوطني الإنتقالي الليبي | قطر | ليبيا