تنقَّل 135 دبلوماسيَّاً يرأسون بعثات بلادهم لدى المملكة بين مواقع مدائن صالح في محافظة العلا التابعة للمدينة المنورة. وبدأ الوفد الدبلوماسي جولته أمس بمعاينة موقع الحجر، حيث اطَّلعوا على متحف سكة حديد الحجاز ومحطات القطار التي بُنيَت قديماً في 8 سنوات لربط دمشق بالمدينة المنورة خدمةً للحجاج. واستمع الوفد إلى شرح من مندوبي الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عن القطع الأثرية المستعادة والمرمَّمة الخاصة بسكة حديد الحجاز، مثل قبعة قائد القطار وساعته والجرس والفانوس والقطع النقدية المستعملة آنذاك. وانتقل الدبلوماسيون إلى قصر البنت، وهو عبارة عن مجموعة مدافن تُقدَّر ب 165 مدفناً وتُعدُّ نموذجاً للمدافن النبطية الكاملة. ونُحِتَت هذه المدافن نحتاً بارزاً، وتعلوها شرفات مدرَّجة على عمودين. واستُكمِلَت الجولة، المرتبطة بأنشطة وزارة الخارجية للتعريف بالسياحة، في الديوان الذي كان مركزاً لتجمُّع الناس للعبادة والسمر والمشورة في أمور القبيلة. وعادةً ما كان الناس يتجمعون في الديوان في أيام الشتاء. وشاهد الوفد نقطة لالتقاء مياه الأمطار، ونماذج لنقوش كوفية للقاسم بن عمرو بن بكار وأحمد بن عمر بن بكار، كما اطَّلعوا على قصر الفريد. ولاحقاً؛ زار الدبلوماسيون موقع الخريبة المرتبط بمملكة قبائل ديدان ولحيان التي هاجرت من جنوب الجزيرة العربية إلى شمالها، واختارت هذا الموقع للتحكم في التجارة. وظهرت مملكة قبائل ديدان في القرن السابع قبل الميلاد وانتهت بظهور مملكة الأنباط. ويضم موقع الخريبة منازل ومقابر منحوتة في الجبال؛ وفي مداخلها مجسمات لأسود فسُمِّيَت بمقبرة الأسود. وخلال الجولة؛ عاين الدبلوماسيون البلدة القديمة ومسجد حمد بن يونس الذي بُنِيَ من الحجارة المقطوعة في القرن الثامن الهجري وجُدِّد عدة مرات، كما زاروا صخرة الفيل التي يعود عمرها إلى 400 أو 600 مليون سنة لكن عوامل التعرية جعلتها على شكل مجسم فيل. وبعد معاينة المواقع الأثرية؛ أدت إحدى الفرق الشعبية استعراضاً شمِلَ فنوناً للسباق إلى جانب مهارات ركوب الخيل. ورافق الوفد وكيل وزارة الخارجية لشؤون المراسم، عزام القين، وسفير جمهورية جيبوتي لدى المملكة عميد السلك الدبلوماسي، ضياء الدين بامخرمة.