عبّر المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب عن عدم تفاؤله من المفاوضات التي تجري في جنيف لإيجاد حل سياسي في سوريا، وقال حجاب إن الأسد يعلم أن أي حل سياسي يعني الإطاحة به، مضيفاً أن المجتمع الدولي عاجز أن يُدخل علبة حليب إلى المناطق المحاصرة، فهل هو قادر أن يزيح بشار الأسد عن الحكم؟!. وفي لقاء تلفزيوني، قال حجاب: ليس من صلاحياتي أن أتنازل عن حقوق الشعب السوري، وهناك دماء سفكت لا يمكن التفاوض عليها. وأكد حجاب على أن المعارضة السورية لن تتقدم في المفاوضات خطوة دون تشكيل هيئة حكم انتقالي، منوهاً إلى أن «رؤيتنا للحل السياسي تستند إلى بيان جنيف والقرار 2254»، وشدد أن النقاش في جنيف على شيء واحد فقط، وهو تشكيل هيئة حكم انتقالي خالية من الأسد وزمرته الذين تلطخت أيديهم بالدماء. وقال حجاب: «من واجبنا الذهاب للمفاوضات في جنيف لتمثيل القضية العادلة للشعب السوري»، مشيراً إلى أن «الذهاب للمفاوضات هو لتحقيق مطالب الشعب السوري، ولا يجب أن نترك هذا الثغر للدفاع عن الشعب السوري». وتابع حجاب قوله: «من الواضح أن أمريكا اتفقت مع روسيا على أمور غامضة لا نعلم ماهيتها»، مضيفاً: «نحن لا نخشى من التقارب الروسي الأمريكي، إنما نخشى من الغموض وعدم الشفافية في هذه العلاقات». من جهته، دعا سفير الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في ألمانيا بسام العبدالله، كلّاً من مجموعة دول دعم سوريا والمجموعة الدولية المهتمة بإنجاح الهدنة والعملية السياسية، إلى ضرورة اتخاذ موقف واضح وصارم لردع نظام الأسد عن خرق الهدنة، لا سيما بعد المجزرة التي ارتكبها في بلدة دير العصافير بريف دمشق الخميس الماضي. وقال العبدالله في تصريح خاص: إن «الذي حصل هو بمنزلة إنذار من مغبة التأخر في تحقيق الانتقال السياسي المنشود في سوريا بتشكيل هيئة حكم انتقالية دون الأسد وزمرته المجرمة». وأشار إلى أن بشار الأسد سيسعى بما لديه من آلة الإجرام والإرهاب إلى وأد العملية السياسية وإعادتها إلى المربع الأول، وإبقاء المنطقة في دوامة العنف والفوضى. وقد دانت الخارجية الألمانية الغارات الجوية على دير العصافير، التي قصفت خلالها مروحيات نظام الأسد مدرسة ومستشفى، وأودت بحياة 33 مدنيّاً، معتبرة ذلك أبشع حادث في سوريا منذ بدء تطبيق الهدنة قبل أكثر من شهر. وحذرت الحكومة الاتحادية الألمانية بشدة من تهديد الهدنة التي تم التوصل إليها بجهد شاق ونسف العملية السياسية عبر هذه العمليات العسكرية المهينة للإنسانية، وأكدت الخارجية الألمانية على أن الشعب السوري له الحق في عدم التعرض للقصف من قبل قوات الأسد، مشددة على أن من ينتهك هذا الحق يفقد شرعية ممارسة سلطة الحكم في سوريا، ليس فقط في أعين الشعب السوري، وإنما أمام العالم أجمع.