قُتِلَ 6 من عناصر الشرطة وأصيب 23 شخصاً عندما استهدفت سيارةٌ مفخَّخةٌ أمس آليةً تابعةً لقوات الأمن في ديار بكر جنوبيّ شرق تركيا. ووقع الهجوم عشيَّة زيارةٍ نادرةٍ يقوم بها رئيس الوزراء، أحمد داود أوغلو، إلى المدينة، فيما تشنُّ حكومته حملةً مكثَّفةً ضد المتمردين الأكراد منذ الصيف الماضي. وأفاد مصدرٌ أمني بانفجار سيارةٍ مفخَّخةٍ أثناء مرور آليةٍ للشرطة أمام محطة حافلاتٍ رئيسة. والجرحى 9 من المدنيين و14 من رجال الأمن. وهرعت سيارات الإسعاف إلى الموقع، فيما أظهرت مشاهد حافلةً أمنيةً تحوَّلت إلى أنقاضٍ محترقة لشدَّة الهجوم. وتشنُّ السلطات منذ أشهر عملياتٍ واسعة النطاق ضد متمردي حزب العمال الكردستاني في عديد من أحياء ديار بكر وجنوب شرق البلاد عموماً. وتعيش البلاد في حالة تأهبٍ قصوى منذ أشهر عدَّة بسبب سلسلةٍ من الهجمات نُسِبَت إما إلى تنظيم «داعش» الإرهابي أو إلى مجموعات كردية مرتبطة بحزب العمال. وكان آخر الهجمات اعتداءٌ انتحاري في قلب إسطنبول في ال 19 من مارس المنصرم أسفر عن مقتل 4 سياح أجانب وإصابة 30 شخصاً. وجاء هذا الاعتداء بعد 6 أيام من اعتداء آخر بواسطة سيارة مفخخة في أنقرة خلَّف 35 قتيلاً وتبنته مجموعة كردية متطرفة. وبعد هدنة استمرت عامين؛ تجدَّد النزاع بين الدولة والمتمردين الأكراد الصيف الفائت وأسفر عن عدد كبير من القتلى في صفوف قوات الأمن والمسلحين. وأكد الرئيس، رجب طيب إردوغان، مراراً عزمه على «القضاء» على المتمردين الذين تتعرض قواعدهم الخلفية في شمال العراق إلى غاراتٍ يشنها طيران بلاده. واعتبر إردوغان، الذي يزور واشنطن حالياً للمشاركة في قمة حول الأمن النووي، أن الدول الغربية لم تكن في مستوى توقعات حكومته في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية. وأبلغ إردوغان شبكة «سي إن إن» التي أجرت معه حواراً بالقول «يبدو أنه لا هولندا ولا بلجيكا أدركتا ما يمثله الجهاديون». وذكَّر بدعوته إلى اعتماد موقف مشترك ضد الإرهاب «لكن دولاً كثيرة لم تعر هذه الدعوة الأهمية التي تستحقها». وكرَّر «الدول الغربية لم تُعرنا اهتماماً، لم تستجب إلى تطلعاتنا في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية». وتقول أنقرة إنها نقلت إلى بروكسل معلومات عن إبراهيم البكراوي الذي شارك في هجمات إرهابية في العاصمة البلجيكية قبل أكثر من أسبوع. وألقى الأمن التركي القبض على البكراوي في يونيو الماضي قرب الحدود السورية ثم أبعدته إلى هولندا، لكنه تمكن من مغادرة هذا البلد لأنه لم يكن معروفاً لدى السلطات الهولندية أو مدرجاً على لوائح المشبوهين، بحسب حكومة أمستردام.