اسطنبول، ديار بكر (تركيا) - أ ب، رويترز - أكد مسؤولون أمنيون أمس أن خمسة جنود أتراك و12 متمرداً كردياً قُتلوا في اشتباكات على الحدود مع العراق جنوب شرقي تركيا، وذلك في مؤشر جديد إلى تنامي العنف في هذه المنطقة المضطربة. وقالت مصادر أمنية طلبت عدم نشر أسمائها إن الاشتباكات اندلعت قرب بلدة برفاري في اقليم سيرت. وارتفعت وتيرة العنف في المنطقة خلال الشهور الماضية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 50 جندياً تركياً بعد تصعيد «حزب العمال الكردستاني» هجماته على مواقع عسكرية في منطقة جنوب شرقي تركيا ذات الغالبية الكردية. وأضافت المصادر أن ضابطاً برتبة ملازم وثلاثة من حراس القرى يعملون لدى الجيش قُتلوا في وقت متأخر من ليل أمس. وما زالت القوات العسكرية تركية تشن عمليات بمشاركة مروحيات حربية ضد ميليشيات «حزب العمال الكردستاني». كما أقلعت أربع طائرات مقاتلة أيضاً من ديار بكر، أكبر مدينة في المنطقة، لكن لم يعرف إلى أين تتجه. وتستخدم تركيا الطائرات المقاتلة لشن هجمات متفرقة على أهداف تابعة ل «حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق. ويتخذ الحزب من منطقة شمال العراق قاعدة يشن منها الهجمات على أهداف عسكرية تركية. من جهة ثانية، أفادت وكالة الأناضول الرسمية التركية للأنباء بأن قوات الأمن السورية اعتقلت 400 شخص في خمس مدن في سورية في اطار عملية ضد «حزب العمال الكردستاني». وتسعى تركيا إلى الحصول على دعم جيرانها في المنطقة والولاياتالمتحدة في حربها ضد الحزب المحظور، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 50 جندياً تركياً خلال الشهرين الماضيين. ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي يواجه غضباً عاماً بسبب عدم قدرة حكومته على وقف العنف المتزايد قبل انتخابات العام المقبل، حلفاءه الى التوقف عن تقديم الأموال للمتمردين وترحيل الأشخاص الذين يشتبه في كونهم من المتمردين إلى تركيا. وينشط «حزب العمال الكردستاني» في منطقة جنوب شرقي تركيا الفقيرة وفي سورية وايران من خلال فرع له اسمه «حزب الحياة الحرة لكردستان». وكادت أن تنشب حرب بين سورية وتركيا عام 1998 بسبب دعم سورية ل «حزب العمال الكردستاني»، لكن العلاقات السياسية والتجارية بين أنقرة ودمشق أسهمت في تحسين العلاقات منذ ذلك الحين. ويذكر أن ل «حزب العمال الكردستاني» قواعد أيضاً في شمال العراق حيث اتفقت تركيا مع الولاياتالمتحدة على تبادل المعلومات الاستخباراتية في شأن نشاطات الجماعة في المنطقة. ويصف الاتحاد الأوروبي وواشنطن وأنقرة الحزب بأنه «منظمة ارهابية».