كل عمل سينمائي عظيم أساسه قصة عظيمة، ورغم أن الأفلام كالمترجمين، تفشل في نقل الروايات بنفس روعتها الأصلية، لكنها جسرٌ لتجاوز أسوار اللغة. لم يكن فيلم «دكتور جيفاكو» ليصبح علامة في التاريخ السينمائي لولا أن قصته مأخوذة عن رواية بديعة بنفس الاسم للروائي الروسي «باسترناك»، ورواية «ذهب مع الريح» للأمريكية «مارجريت ميتشيل» لم تكن فقط خلف منح جائزة الأوسكار إلى فيلم يحمل اسمها، بل أيضاً ألهمت معزوفاتٍ، ومسرحياتٍ موسيقية، وعندما أراد الممثل «ليوناردو دي كابريو» إقناع صديقه «توم هاردي» بمشاركته فيلم «العائد»، الذي نال عليه جائزة الأوسكار مؤخراً، لم يتحدث عن الأجر، بل طلب منه قراءة النص ليعرف أن الفيلم ينتظره نجاح باهر. المخرجون، والممثلون، قرَّاء نهمون، يبحثون عن كنوز النصوص لإدراكهم أن النص حجر الأساس لنجاح أي فيلم، ليس فقط في الروايات الأمريكية، بل أيضاً العالمية، كما حدث مع «جيفاكو»، ورواية «الصمت» للياباني «شوساكو إندو»، التي ينتظر عشاق السينما تجسيدها هذه السنة على يدي المخرج المخضرم «مارتن سكورسيزي». بينما هذا هو حال السينما العالمية، تابعت أفلاماً، قامت بنشرها على «يوتيوب» شركات سعودية ناشئة، ميزتها جودة الإخراج، وعيبها ضعف القصة، والسيناريو، أتمنى ألا تكون أفلام المهرجانات حالياً بهذه الصورة. النهضة السينمائية الشبابية، التي بانت بوادرها، يرتبط نجاحها بنهضة قصصية، وروائية موازية، وتعاون متين بينهما.