شبابنا، رجالنا، هل فيكم ذرة شهامة؟ أو "شطر" فحولة؟ وكأني بكم أحببتم "الدعة والطفولة". أين النواصي المعقودة، والآمال "المأمولة"؟ أين دماء الرجولة؟ هل خالطها ماء آسن؟ فحُلِّل للأرض ابتلاعه؟ لماذا الخنوع والذل والهوان؟ تركتم الذروة واخترتم القاع، في ظل مجتمعٍ نسائي أنثوي ظالم، مستبد مُظلم قاتم، سَلَب حقوقاً، وأهان كرامة. قهرٌ أنثوي يمارس ضدكم، قمعٌ ظاهره الدلال، وباطنه حقدٌ دفين، إذلالٌ منهن، يقابل برضا منكم. هو الخوف الجاثم على قلوبهن خشية نجاحكم، الأنثى اعتادت على النجاح، وألفت السيادة، تمسكت بالسلطة واستحوذت على المال والجاه منذ الأزل، وعندما "حميت" دماءُ بعضكم، ودبَّت فيها الأنفة، فكانوا سِهام ضوءٍ تخرق ثوب ظلامٍ، للمطالبة بحق مسلوبٍ، وكرامةٍ ضائعة، مارست هذه الأنثى ضدهم سُلطة قمعِها، "فربضوا في مرابضهم" هوناً وذلاً وخضوعاً. جَيَّرن كل قوانين الطبيعة ضدكم أيها الضعفاء، وأحَلْنَ السيل ليسقط هادراً على رؤوسكم، تعاضدن، وسيَّرن الدنيا كما يشأن لمصلحتهن وشهوتهن، أما أنتم، فاختُزلتم في شهوة، وحُوصرتم في نشوة، وأُكممتم برشوة. عملكم الحفاظ على بقاء جنسهن، تُهينكم صباحاً لتركب فوقكم مساءً، وأنتم حاملو رؤوسٍ في داخلها خرزة بالية. تَسحرُ لُبكم بسلاسة شعرها، وتُسكِرُ عقولكم ب "رضاب ثغرها". أجيبوا "لا عافاكم الله" هل لكم أن تذهبوا إلى القضاء لأخذ حق قد سُلب منكم بقوة القضاء نفسه؟ وكيف ستقابل قاضيةً لوحدك من غير محرم؟ أخبرني يا ذكر: هل تستطيع أن تأخذ حقك في التعليم وسط مناهج لا هم لها إلا الحيض، والحمل، ومواعيد الدورة الشهرية؟ وقد تناسين عن عمْدٍ تعليمك وما يجب عليك القيام به، وعذرهن أن الفطرة كفيلة بالتعليم والتدريب، مع أنك أنت صاحب فضلٍ عليهن، ولكنه جبروت المرأة وطغيانها المستبد. هم نسوة حرموك من أبسط حقوقك يا مسكين، حتى الحب؛ ليس لك أن تحب من غير إذن، ولا أن تكره من غير إذن، أما هن فالدنيا مُلكهن، فيحببن، ويتزوجن، ويحتضن، ويُسافرن، ويخرجن، وأنت في شرعك محرمٌ محظورٌ. هل تناسيت ماذا فُعل بك عندما ذهبتَ إلى المستشفى، فلم تجد إلا طبيبة شقراء؟ وعندما طلبت طبيباً ذكراً، طُردت من غير علاج. فهن يردن أن ترى منك المرأة ما لا يحق لها أن تَرى. كم من صرخةٍ سمعناها، ولم نسمع صداها، قُطع لسان ناطقها، والتاريخُ مملوء بأخبار الأحرار من الرجال، الذين دفعوا حياتهم ثمناً للحرية، وإن لم ينالوها، أما أنتم فقابعون وراء خدورهن، لاهثون خلف خدمتهن تحت راية العادة والقوامة، فبئساً للظالمين.