السعادة مطلب الجميع، لكنه لا يُفهم من الجميع. أن تسافر إلى أوروبا، إلى الجزر، إلى الطبيعة، يعني أن تشعر بالفرح، براحة نفسية صافية، إلا أنك سترجع إلى بلادك، إلى حياتك، إلى الروتين، وإلى كل تلك الأشياء التي تحشو رأسك. أن تمتلك سيارة فارهة بقيمة 50 ألف دينار، أو 5 آلاف دينار، يعني أن تعبر في الشارع ذاته، بالسرعة نفسها، وإلى المكان الذي يؤنسك. أن تسكن مقابل البحر، أو صحراء خاوية، يعني أن تشعر بالوحدة نفسها، وأن تبصر بالطريقة ذاتها، أن تذهب إلى دور السينما، أو أن تشاهد فيلمك المفضل عن طريق شاشة التلفاز، يعني أن تشعر بالمتعة ذاتها، أو قد لا تشعر بشيء على الإطلاق..! كل متعة نشعر بها، أو تغيير يطرأ على حياتنا، يُعبِّر عن فرح لا عن سعادة، السعادة تكمن في العقل، في إداركنا الأمور. السعادة هي أن تكون راضياً عن نفسك، عن حياتك بحلوها ومرها، أن تدرك أن الحياة هي مزيج من فرح وحزن، وأن ما يفتقده الآخرون هو ملكك، وأن ما تفتقده أنت هو ملك الآخرين، أن الحياة لم تأخذ منك وحدك، بل من الجميع، وهي لم تعطِكَ وحدك بل الجميع. السعادة هي أن تدرك أن الحياة ليست جدية دائماً، يمكنك الضحك في أي وقت، ويمكنك أن تبكي بالقدر ذاته. السعادة هي القناعة والإيمان بالقضاء والقدر مع بذل الجهد للوصول إلى الهدف. السعادة ليست في جمع الأموال، فقد يمكنك شراء قبعة غالية الثمن لكنك لا تستطيع أن تمحي ما يكمن تحتها. فكِّر ملياً في أفكارك، في إدراكك الأمور، ونظرتك إلى الأشياء بدلاً من محاولات الهروب..!