ما حدث في معسكر المنتخب فوضى عارمة وصلت لحد التمرد عن تمثيل الوطن، فليس من المعقول أن تتكرر نفس الأحداث الفوضوية في السنوات الأخيرة، فالثنائي سالم الدوسري ووليد باخشوين تأخرا عن الانضمام لمعسكر المنتخب وكانت مُبرراتهما غير مقنعة، وقدما صورة للتخاذل وعدم احترام شعار المنتخب، وأكمل المهاجم نايف هزازي مسلسل التخاذل بالخروج دون إذن من المعسكر، وتلك التصرفات السلبية من قبل نجوم محترفين يفترض أن يكونوا انضباطيين في مواعيدهم وتصرفاتهم، ضعف القيادة الرياضية المُتمثّلة في إدارة اتحاد القدم، وانتقال الضعف لإدارة المنتخب أعطى اللاعبين ضوءا أخضر للتمرد و فتح الباب لمزيد من الفوضى، لاسيما أن الصورة الذهنية السائدة في الوسط الرياضي عن ضعف اتحاد القدم وعدم قدرته على مواجهته الشخصيات الاعتبارية في الأندية الكبيرة، تشكل عوائق أمام محاسبة اللاعبين، والأدهى من ذلك أن لائحة العقوبات في المنتخب (مُعطلة)، بالرغم من أنها جاهزة بحسب أحاديث المسؤولين في إدارة المنتخب، وعدم تطبيقها بمنزلة التسهيلات للمتخاذلين، في زمن أصبح النادي أهم من المنتخب لدى اللاعبين وإدارات الأندية، البيئة في غالبية الأندية مُحرضة على الفوضى وتساهم في زيادة حجم التخاذل والتقاعس عن تمثيل الوطن من خلال الدفاع عن اللاعبين المتخاذلين، وترسيخ مفاهيم جديدة بأولوية النادي وتهميش المنتخب ومشاركاته، ومما أحدث انعكاسات سلبية بادعاء الإصابة كما حدثت في سنوات ماضية وغيرها من صور الفوضى، فالأندية تتحمل جزءا واللاعب وإدارة المنتخب يتحملان الجزء الأكبر، ويحسب لإدارة النصر تسجيل موقف بمعاقبة هزازي بعد خروجه من معسكر المنتخب، ومثل تلك القرارات تحتاج أن تطبق في جميع الأندية، لأجل الحفاظ على هيبة وسمعة شعار الوطن لابد من تفعيل اللائحة الانضباطية للمنتخب، والصرامة في تنفيذها على جميع المتخاذلين من اللاعبين والضرب بيد من حديد لإيقاف ظاهرة التمرد.