كشفت الأحداث الأخيرة التي شهدها المعسكر الحالي للمنتخب السعودي، أن الأندية أقوى سلطة من إدارة الأخضر، فسلوكيات اللاعبين، خاصة تعلقهم بشعار المنتخب، لم تعد كما كانت سابقا، وتعددت الأسباب والخاسر الكرة السعودية. افتقد المنتخب السعودي كثيرا من هيبته بعد أن باتت معسكراته في الفترة الأخيرة تشهد خروج لاعبين وتأخر آخرين دون تبرير أو إذن مسبق، مما تسبب في جدل واسع في الوسط الرياضي كون هؤلاء اللاعبون يمثلون الوطن الذي يعد المساس بسمعته خطا أحمر. ويكاد يتفق النقاد الرياضيون على أن بعض اللاعبين السعوديين يكنون احتراما لأنديتهم أكبر من المنتخب، ساعد في ذلك غياب لائحة العقوبات التي من شأنها أن توجب على اللاعب المسيء تقدير الشعار الذي يجب أن يتشرف بارتدائه. ويرى البعض ضرورة وجود لائحة عقوبات، ومعها لائحة بمكافآت مالية لتسهم في تأمين مستقبل اللاعب الكروي، وتعطيه دافعا أكبر للتألق مع المنتخب. سلطة المنتخب يجب أن تعتلي الأندية بات الكل يضرب في الأخضر، أندية وإداريون ولاعبون وإعلاميون وجماهير، كل حسب طريقته ومصلحته، فلم يعد للمنتخب القوة والهيبة اللازمة. هذا الضرب جاء نتاج رؤية أن النادي فوق المنتخب، وأن المنتخب محطة يمر بها اللاعب ثم يعود إلى الأساس وهو النادي. بعض الأندية تساعد اللاعب في رفع تقارير طبية تبين أنه غير مؤهل صحيا للانضمام إلى المنتخب، وهي بهذا تسهم في إضعاف المنتخب أمام اللاعب. الجماهير أيضا تأثرت وأصبحت تفكر مثل إداراتها بدليل أنها لم تعد تكترث بحضور مباريات المنتخب ومساندته. اللاعب لا يتعامل هكذا مع ناديه، لأن لا إدارة النادي ولا إعلامه ولا جماهيره ستقبل بذلك، بل سيجد عقوبات انضباطية وخصومات مالية بانتظاره. لا بد أن نفكر فيمن تسبب في التسلط على المنتخب حتى أفقده الهيبة، مع أن المنتخب لا يجب أن يكون أضعف من النادي، ولا يجب أن يخشى أي ضغوط إعلامية وجماهيرية. لا بد أن يكون المنتخب هو الهدف الأهم للاعب، وعندما يغيب هذا الشعور، يعني أن هناك خللا في المنظومة. يجب أن تكون هناك عقوبات مالية، مثلما يجب أن تكون هناك مكافآت مالية، لأن الزمن تغير، واللاعب ينظر لمستقبله الكروي كمهنة. الإعلام تسبب في الاحتقان وأدى إلى مؤشر خطير، وهو غياب الجماهير عن مساندة المنتخب. عبده عطيف لاعب دولي سابق وناقد فني الاحتراف السبب والحل في الخصخصة سلوكيات اللاعبين ليست وليدة اليوم، فالمشكلة لها جذور بسبب أنظمة الاحتراف، فهي السبب المباشر لتصرفات اللاعبين، وكذلك مديونية الأندية، وانخفاض المستوى الفني للفرق واللاعبين. يجب خصخصة النظام بطريقة مرادفة لمقدمات العقود أو أن يتم إلغاء العقود لأن العمل خارج الخصخصة مع وجود الاحتراف يؤدي إلى مديونية الأندية. اللاعب لم يعد لديه أي طموح للاحتراف الخارجي ولا يقدم محليا لأن الأندية تملك مستحقاته المتأخرة وتعجز عن تقديمها له، وهكذا انهار اللاعب نفسيا. حينما يشارك اللاعب في المنتخب يحصل على مكافآت مالية بسيطة لا تقارن بدخله الشهري في النادي، لهذا يجب أن يسعى اتحاد القدم للخصخصة وفيها يكون لكل ريال قيمته، وتنعدم الفوضى المالية الحالية، أو تلغى مقدمات العقود ويبقى اللاعب على راتب فقط. يعرف اللاعب أن التوقيع معه بعقد يمتد ل5 مواسم وبقيمة تصل إلى 35 مليون ريال أو أكثر، يحصل منها في البداية على نسبة 30%، وهذا يجعله في عالم آخر، بينما لو تم منحه راتبا شهريا فقط، سيسهم في حل المشكلة. في الخصخصة الشركات لن تضع أموالها إلا بعد أن تعرف عائداتها وستقوم بالخصم من اللاعب الذي ينخفض مستواه الفني ومن لاعبي الفريق إذا هبط مركزه في سلم الترتيب. حمد الدبيخي لاعب دولي سابق وناقد فني أسباب سلوكيات بعض اللاعبين مع المنتخب اعتلاء سلطة الأندية على المنتخب دعم بعض الأندية للاعبيها بتقارير حول إصاباتهم اتباع الجماهير لإدارت الأندية الاحتقان الذي تسبب فيه الإعلام غياب لائحة واضحة للعقوبات عدم وجود مكافآت مالية مجزية خوف اتحاد القدم من الضغوطات وردود الفعل نظام الاحتراف أغرق اللاعب في المال انعدام الطموح في الاحتراف الخارجي غياب الخصخصة في الكرة السعودية