قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر إن النفط سيبقى ولفترة طويلة مقبلة من المصادر الرئيسة المهمة للطاقة في العالم، قبل أن تحقق مصادر الطاقة البديلة نسبة مهمة في مزيج الإمدادات، موضحاً أنه آن الأوان لدخول مرحلة تاريخية جديدة، لتفعيل التعاون الاستثماري في مجال الطاقة والمجالات الاقتصادية المتنوعة التي تعود بالفائدة على مستقبل المملكة والصين، خاصة بعد لقاء القمة الذي جرى قبل شهرين في الرياض بين قيادة البلدين. وتوجُّه المملكة والصين ليكوِّنا شراكة استراتيجية نحو اقتصاد أكثر كفاءة، يقوم على المعرفة والابتكار والتعاون. وكشف الناصر خلال فعاليات منتدى التنمية في الصين للعام 2016، الذي اختتمت أعماله أمس في بكين، أمام الوزراء والمسؤولين الحكوميين ورؤساء الشركات الصينيين والعالميين المشاركين في فعاليات المؤتمر، عن تصورات أرامكو السعودية حول النقاط المشتركة والفرص المتعددة للنمو المشترك، مشيراً إلى أن «المملكة والصين تمران بتحولات اقتصادية مهمّة، والمملكة مستعدة لتكون شريكاً استراتيجيّاً في مبادرة الحزام والطريق الصينية للتجارة المزدهرة بين الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا». وتابع «فرصة تعزيز الروابط الوثيقة في مجال الطاقة والقطاعات الأخرى تلقت دفعاً كبيراً في شهر يناير الماضي عندما جمع لقاءٌ تاريخي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الصيني، شي جين بينغ، في الرياض، حَيْث تم تدشين مشروع مصفاة ياسرف المشترك العملاق بين شركتي أرامكو السعودية وساينوبك، كما وقعت أرامكو السعودية وعدة جهات حكومية صينية في تلك المناسبة اتفاقات إطارية شاملة لتوسيع مجال التعاون الوثيق». وأضاف أمين الناصر أن «أرامكو السعودية تؤمن بأن مبادرة الحزام والطريق تحمل في طياتها آمالاً كبيرة تُحقّق الرخاء المشترك والمكاسب لشعوب كثيرة، شريطة أن نستمر في هذا التعاون الوثيق وتتحول الأقوال إلى أفعال». وكانت أرامكو السعودية قد وقّعت مذكرة تفاهم مع مركز أبحاث التنمية المرموق، التابع لمجلس الدولة في الصين، لدراسة مزيد من التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة المتعلقة بمبادرة الحزام والطريق. ويجري حالياً تطوير مدن اقتصادية وصناعية في المملكة، في مواقع مميزة على طرق التجارة والملاحة العالمية، كمدينة جازان الاقتصادية، مما يُوفر للشركات الصينية فرصاً للاستثمار وحوافز تتعلق بالبنية التحتية والموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي سيكون بمنزلة بوابة عبور للسلع والخدمات الصينية إلى إفريقيا وأوروبا. وقد سلط المهندس أمين الناصر الضوء على محور مهم ومشترك بين المملكة والصين وهو محور تطوير التقنية والابتكار، وقال: «العالم يدخل في ثورة صناعية جديدة والمملكة والصين لديهما طموحات في تمكين التصنيع النوعي القائم على الابتكار، ويشمل ذلك التصنيع والتطوير التقني في مجال البيئة والطاقة، ولا سيما مجال النفط». وقال: «تتعاون أرامكو السعودية مع شركات صناعة السيارات ومراكز الأبحاث على تطوير أنظمة وقود المحركات المتكاملة التي تحد من الانبعاثات وتحسن استهلاك الوقود في المستقبل. وينسجم مع هذه الجهود استثمارات أرامكو السعودية في تأسيس مركز أبحاث في بكين، سيستقطب علماء ومبتكرين صينيين، وسيعملون مع نظرائهم من العلماء والمبتكرين السعوديين والعالميين». وبين أمين الناصر أن أرامكو السعودية ستُحافظ على التزامها الثابت لأن تكون مورد الطاقة الرائد والموثوق للصين، كما تسعى الشركة إلى توسيع استثمارها في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق في الصين وفي أماكن أخرى في دول آسيا وحول العالم. ورعى الناصر خلال زيارته توقيع اتفاقية تعاون للأبحاث والتطوير التقني والاستراتيجي بين أرامكو السعودية وأكاديمية الهندسة الصينية المرموقة التي تضم 800 من أبرز علماء ومهندسي ومبتكري الصين في حقول مختلفة، وهي خطوة لها أهمية خاصة لأن الاتفاقية بمنزلة مظلة تتيح التعاون ليس فقط بين أرامكو السعودية ومراكز البحوث الصينية بل وتمتد كجسر للتعاون بين ألمع العقول الصينية والسعودية في مراكز الأبحاث والجامعات في كلا البلدين.