سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس "أرامكو": استراتيجيتنا تحقيق الرخاء.. وسنظل المورد الأكبر للطاقة في العالم يوقّع مع رئيس "الأكاديمية الصينية" مذكرة تعاون في الأبحاث والابتكار والتعليم
أكد خالد الفالح، رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، أنه "في الوقت الذي تواصل فيه الشركات النفطية في أنحاء العالم تقليص برامجها الاستثمارية تحتفظ أرامكو السعودية برؤية بعيدة المدى"، مشدداً على أنه مهما يكن من شيء فإن أرامكو السعودية ستظل "المورد الأكبر والأكثر موثوقية للطاقة في هذا الكوكب"، معتبراً في كلمته التي ألقاها أمام منتدى الصين للتنمية في بكين أن "أرامكو بمنزلة حزام الأمان الذي يمكن للصين أن تعول عليه". واستعرض في كلمته استراتيجيات أرامكو السعودية على المدى الطويل للاستفادة من الإمكانات الكبيرة لأسواق الطاقة الواعدة في الصين.
وأوضح "الفالح" أن إطلاق الصين لمبادرة ضخمة لبناء طريق حرير جديد في القرن ال21، باسم (حزام واحد، طريق واحد)، يأتي مطابقاً لاستراتيجية أرامكو السعودية لتحقيق الرخاء الوطني والعالمي. وقال "الفالح": "نتطلع إلى أن يكون طريق الحرير الجديد مزدوجاً، ليس فقط لتبادل السلع والخدمات، بل أيضاً للأفكار والابتكارات والتبادل الثقافي والمعرفي"، مؤكداً أن "أرامكو السعودية جاهزة ومستعدة للإسهام في دعم الرؤية الصينية الرائدة لطريق الحرير الجديد، وأن الرؤية الصينية تتطلب أن تُقرن الأقوال بالأفعال". ونوه "الفالح" برغبة أرامكو السعودية في مضاعفة استثماراتها في الصين، خاصة في مجالات التكرير والمعالجة والتسويق والصناعات التحويلية، وأن تكون هذه الاستثمارات موائمة للبيئة، وأن تستخدم طاقة أكثر نظافة، مشيراً إلى أن توسّع حضور الشركة في الصين يتطلب إتاحة المزيد من الفرص الاستثمارية المربحة.
وأوضح "الفالح" أن "السعودية وأرامكو السعودية، كما هو حال الصين، تنظر إلى جهود البحث والتطوير والتقنية باعتبارها عنصراً أساسياً للنجاح والقدرة على المنافسة في المستقبل. مضيفاً بأن الاستثمار المشترك في الابتكار وتطوير التقنيات سيحسّنان كفاءة استخدام الطاقة وانبعاثات الكربون، وقال: "سنقوم الشهر المقبل بافتتاح مركز متقدم للبحوث هنا في بكين للاستفادة من أفضل التقنيات والمواهب الصينية".
يُذكر أن الصين خلال الشهور الماضية تمر بمرحلة تحول عميقة وإعادة هيكلة للعديد من قطاعاتها من أجل التعايش مع مرحلة ستكون نسبة النمو الاقتصادي فيها عالية، لكن ليست بالدرجة التي كانت عليها سابقاً؛ وذلك من أجل ترسيخ مجموعة من المفاهيم النوعية، مثل: مكافحة الفساد، سيادة النظام وحفظ القانون والتحسين البيئي.
من جانب آخر، وقّع الفالح مع رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم باي شونل مذكرة تعاون في مجالات الأبحاث والتقنية والابتكار والتعليم. وقال "الفالح": إن المذكرة خطوة مهمة في ترسيخ التعاون العلمي والإبداعي، بما يسهم في دعم قطاع الطاقة والصناعة، ويعمّق العلاقات السعودية - الصينية في مرحلة يزداد فيها التركيز على الابتكار في البلدين. وأوضح أن استراتيجية أرامكو السعودية تتضمن مضاعفة القدرة الابتكارية والبحثية في الشركة بواقع خمسة أضعاف، بما يحقق الريادة العلمية والتقنية لأرامكو السعودية على الصعيد العالمي، ويجعل الشركة في المرتبة الأولى من حيث الابتكار في تكنولوجيا الطاقة. وأشار إلى أن الابتكار والأبحاث والتطوير التقني وريادة الأعمال والتعليم هي خمس ركائز لنجاح وتنافسية الدول والشركات في القرن ال21. مضيفاً: "من خلال مباحثات التعاون مع المسؤولين الصينيين وجدت أن كلمة الابتكار هي الكلمة الأكثر تداولاً لنقل اقتصاد الصين إلى مرحلة جديدة من التميز النوعي". وتُعد الأكاديمية الصينية للعلوم الذراع العلمية والبحثية المرموقة للصين، ويعمل بها 60 ألفاً من العلماء والباحثين، ولديها شبكة تضم أكثر من 100 معهدٍ بحثي وأكاديمية علمية في فروع شاملة.
يُذكر أن منتدى الصين للتنمية هو حدث سنوي رفيع المستوى، ينظمه مركز بحوث التنمية التابع لمجلس الدولة في الصين، وساهم على مدى 16 عاماً بصورة ملحوظة في تبادل السياسات والتعاون الدولي بين الصين والعالم. ودشّن المنتدى نائب رئيس الوزراء الصيني، ويعد واحداً من أهم ثلاثة مؤتمرات في الصين، وحضره نحو 1500 شخص، ويهدف لإتاحة الحوار بين صنّاع القرار من مسؤولي الحكومة الصينية وقياديي الشركات العالمية التي تستثمر أو تريد الاستثمار في الصين، ويناقش توجهات الحكومة وأولوياتها وتصوراتها، ويتيح الفرصة للحكومة لسماع رؤى المستثمرين العالميين وقضاياهم وأولوياتهم.