السعادة «Happiness» حالة عاطفية إيجابية تتسم بدرجة من السرور والاطمئنان والرضا والقناعة والقبول، وصولا إلى أعلى درجات البهجة والمرح وقرة العين. السعادة مطلب للجميع، وهي قاعدة الصحة النفسية والجسدية ومحور جودة الحياة. في الاتجاه المعاكس، هناك القلق والاكتئاب والضيق والعدائية «Hostility» وعدم الرضا والقبول والتسخط والتبرم والتشكي، وما يصاحب ذلك من علل نفسية، وسُقم جسدي وسوء جودة حياة. السعادة «مُكون» يصعب تحقيقه ببساطة، السعادة لا تطرق الأبواب بحثا عن مُستضيف، ولا تجوب الطرقات سائلة عن مُستقبل، السعادة تتطلب من يعمل لها وفقا لمتطلباتها. هناك من يعتقد أن السعادة تُشترى بالمال، والمحصلة السعي «ليل نهار» للحصول على المال لتحقيق سعادة، النتيجة المؤلمة أن المال يقود للتعاسة، وهناك من يظن أن السعادة مُرتبطة بمنصب قيادي يشغله، أو أنها شهادة عالية يحرزها، أو هي دور اجتماعي بارز يتبوأه، تم يجد أن الجميع لا يحقق سعادة، وربما قاد لشقاء، وهناك من تسول له نفسه أن امتلاك مثل ما بحوزة الآخر، أو تحقيق أمانيها تخلق سعادة، ثم يكتشف أن ذلك كله قد يكون مصدر المُعاناة. الخلاصة أن السعادة ليس لها إرتباط «بمقومات الحياة المادية» مهما كانت، رغم أهمية تلك المقومات في «صناعة حياة لا صناعة سعادة» والفرق بينهما كبير. السعادة شعور جميل مُصنوع من خلال «جهاز فكري» يعمل وفق «تفكير عقلاني/ منطقي» لقراءة الواقع المُعاش بطريقة صحيحة وواقعية، هنا سر السعادة. الكل يعلم أنه يحيط بنا عديد من الأحداث الحياتية والظروف والتباين والتنوع والاختلاف والفروق الخ…، التي ليس لنا دور فيها، قراءة الجميع «بفكر عقلاني ومنطقي» هي مصدر السعادة والرضا والطمأنينة والقبول وتحقيق أعلى درجات السرور والبهجة وتحقيق أكمل جودة حياة منشودة، ما عدا ذلك فالمسار مُختلف لعالم من الشقاء والتعاسة. الحديث لم يكتمل.