أغلق متظاهرون صباح أمس لوقت قصير مداخل بيروت احتجاجاً على قرار الحكومة اللبنانية اعتماد المطامر مجدداً لحل أزمة النفايات المستفحلة والمتراكمة منذ ثمانية أشهر، ما أدى إلى زحمة خانفة على الطرق الرئيسة. وتمددت ناشطة على إحدى الطرق الرئيسة شمال العاصمة أرضاً رغم المطر قبل أن تمنعها الأجهزة الأمنية، وفق ما قال ناشط في مجموعة «طلعت ريحتكم»، إحدى المجموعات التي نظمت احتجاجات ضد أزمة النفايات خلال الصيف. وأقرت الحكومة السبت خطة مرحلية لحل أزمة النفايات مدتها أربع سنوات وتقضي بإعادة فتح مطمر الناعمة جنوببيروت لمدة شهرين «لاستيعاب النفايات المتراكمة عن الفترة السابقة»، علما بأن الأزمة ناتجة في شكل مباشر عن إغلاق هذا المطمر في يوليو 2015. ووافقت الحكومة أيضاً على إنشاء مركزين مؤقتين للمعالجة والطمر الصحي. ويطالب الناشطون من جهتهم بنقل مسؤولية معالجة النفايات إلى البلديات لتعتمد سياسة الفرز من المصدر. ووقف عشرات الناشطين في منتصف طريق سريع في جنوب شرق بيروت، وتمكنوا من إغلاقه لدقائق معدودة قبل أن تعيد القوى الأمنية فتحه. وقال الناشط في «طلعت ريحتكم» أسعد ذبيان «نبعث اليوم برسالة إلى الحكومة، وهذه تحركات رمزية»، مضيفاً «نبحث مع منظمات أخرى واتحادات تصعيد تحركنا المرة المقبلة». وتزامناً مع إقرار الحكومة السبت حلاً مؤقتاً يعتمد على المطامر المرفوضة من الناشطين في البيئة وحركات المجتمع المدني، شهدت بيروت تظاهرة واسعة تحت شعار «الإنذار الأخير» أعلن خلالها المتظاهرون نيتهم شل الحركة في العاصمة يوم أمس الإثنين. وسبق أن فشلت مبادرات عدة للحكومة لحل الأزمة سواء عبر إقامة مطامر جديدة أو ترحيل النفايات إلى خارج البلاد أو الاعتماد على المحارق. فتلك الحلول واجهت اعتراض المجتمع المدني والجمعيات البيئية خشية الأضرار الناتجة منها. ويتهم ناشطون الطبقة السياسية في لبنان بأنها تتعمد تأخير التوصل إلى حل للأزمة كونها تبحث عما يتيح لها تقاسم العائدات المالية لأي خطة لجمع النفايات ومعالجتها. ودفعت هذه الأزمة عشرات الآلاف من اللبنانيين من مختلف التوجهات والطوائف للنزول إلى الشارع بشكل غير مسبوق خلال الصيف بعدما تكدست النفايات في الأحياء السكنية وعلى جوانب الطرق بشكل عشوائي. وتدرجت مطالب المتظاهرين في بيروت من حل أزمة النفايات إلى الاحتجاج على الفساد في مؤسسات الدولة وأداء الطبقة السياسية في لبنان.