حين تتصل بك المحطات الفضائية فليست من أجل رأيك بل من أجل أن تقول لها ماتريده هي أكثر مما تريده أنت بالذات. هذا ما حصل لي مع قناة فضائية تلعلع من دبي. قال السائل ماذا تقول والنظام السوري في سكرات الموت؟ يريدني بالطبع أن أسايره وأقول له إنه ليس في سكرات الموت بل تم دفنه وعلينا الاحتفال بموته! كان جوابي له مزعجا على غير ما تعود سماعه. في القرآن تقول الآية ما معناه أن الناس في خسر مبين إلا من تحلى بالإيمان والعمل الصالح وتحرى الحقيقة وصبر عليها: «والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر». أجبته: العقل العلمي مفتوح على كل احتمالات، ولا تتفاءلوا كثيرا فالنظام السوري ظهره حلف ممتد من عبدان وأصفهان إلى الناصرية ولبنان، وذراعه سيف بطاش من عجينة روسية صينية ومعها حزب الشيطان. قال المذيع: والتسلح؟ قلت له: أنا رجل أرتاح إلى القرآن كثيرا فحين يذكر فرعون والملأ وهم يتآمرون ويقول فرعون وإنا فوقهم قاهرون، يلتفت موسى إلى قومه فيقول إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين؛ إلا أن من حول موسى أصابهم الملل والعذاب ويقولون لموسى بلهجة يائسة: لم يتغير شيء منذ قدومك فقد أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ماجئتنا! يقول لهم موسى ليست العبرة بهلاك فرعون فهذا قادم بقانون كوني، ولكن كل المشكلة هي البديل؛ عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون؟ قلت للمذيع: أذكر تماما حين دمر صدام ومن معه كيف كتب أحدهم أن الفصل السريع في المسرحية هي الإطاحة بصدام وجنوده وكل المشكلة بعد ذلك! كل يوم نسمع عن التفجيرات وقتل العشرات، وفي يوم غرق ألف في نهر دجلة وكأنهم بعوض وذباب، وما أخشاه في سوريا دخول رحلة التسلح فهذه بدايتها غرق ووسطها مصيبة ونهايتها كارثة.