بحثت ورشة عملٍ، عقدها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة التابع لجامعة أم القرى، مقترحات لتنظيم وتسهيل الصلاة في الروضة، وزيارة قبر الرسول، صلى الله عليه وسلم. وناقشت الورشة، التي عُقِدَت في فندق «أوبروي» في المدينةالمنورة، اعتماد الجداول الزمنية للزيارات من خلال تحديد زيارة واحدة لكل زائر بحجزٍ مسبق، يتمُّ عبر بوابة إلكترونية، أو جهات معنيَّة؛ بدلاً من الزيارات المتكررة، التي تُسبِّب الزحام مع كل صلاة. وطالب مشاركون في الورشة بدراسة وضع حاجز زجاجي، يمكِّن الزائرين من رؤية الروضة الشريفة. واقترحوا إنشاء هيئة ملكية لرسم الخطط الاستراتيجية، التي تُعنَى بتطوير الحرمين الشريفين. وذكر وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي، الدكتور علي بن سليمان العبيد، أن مساحة المسجد تصل إلى 400 ألف متر مربع، وتتسع لأكثر من 700 ألف شخص في وقت الذروة. فيما تتسع الروضة، بحسبه، ل 600 شخص في وقت الذروة بمساحة 333 متراً مربعاً. وقدَّر العبيد عدد مترجمات القسم النسائي في المسجد بأكثر من 100 مترجمة تتحدثن 15 لغة عالمية، بينما يزيد عدد المنظِّمات عن 300 في وقت الذروة. بدوره؛ استعرض العميد عبدالرحمن المحسن جهود قيادة القوة الخاصة لأمن المسجد، ومخططاً له، ولبواباته، التي تساعد على تنظيم دخول وخروج الزائرين. وتحدث العميد عن الحرم القديم، وأجزائه، مبيِّناً أن عدد زائري الروضة يزيد عن مليون في وقت الذروة. فيما قدَّم عضو هيئة كبار العلماء، الدكتور قيس المبارك، ورقة عمل شرح فيها حدود الروضة، ومشروعية الزيارة للرجال والنساء. وأشارت مداخلات إلى تجاوز عدد زائري المدينتين المقدستين خلال عام واحد حاجز ال 80 مليون زائر، ما يحتِّم التطوير المستمر لكافة شؤون الحرمين الشريفين. واقترح أحد المشاركين إنشاء هيئة ملكية لرسم الخطط الاستراتيجية، التي تُعنى بتطوير الحرمين الشريفين. وطالب أحد المتداخلين بتوسعة الروضة من باب الاجتهاد والتيسير على الزائرين، مستدلاً بعددٍ من الأقوال الشرعية المختلفة في تحديد الروضة. في الوقت نفسه؛ طالب مشاركون بتوعية استباقية للقادمين بغرض الحج والعمرة والزيارة قبل الوصول إلى الأماكن المقدسة، أسوةً ببعض الدول، التي تقوم بتوعية حجاجها ومعتمريها استباقياً مثل: ماليزيا، مطالبين بمشروع مماثل على مستوى العالم الإسلامي بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنيَّة، ووزارة الخارجية في المملكة. واقترح مدير جامعة طيبة سابقاً، الدكتور عدنان المزروعي، دراسة إمكانية وضع زجاج شفاف على واجهة الروضة ليتمكن الزوار من رؤيتها بعد أخذ وجهة النظر الشرعية في جواز ذلك. وقدَّمت عضوة مجلس الشورى، الدكتورة وفاء طيبة، عرضاً حول الوضع الراهن لزيارة المسجد النبوي من وجهة نظر النساء. في نفس السياق؛ استعرض رئيس مجلس إدارة شركة طيبة القابضة، المهندس أنس صالح صيرفي، مقترح تحسين وضع زيارة النساء في المسجد. وبعد إشارته إلى الوضع الراهن لموقع الروضة الشريفة؛ اقترح الصيرفي زيادة المساحة المخصصة لمصلى النساء في المسجد بعددٍ من الحلول منها: التنظيم، أو تخصيص وقت محدد للدخول لزيارة الروضة الشريفة، أو إزالة الرفوف، وغير ذلك من الحلول. وقدَّم وكيل معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة للشؤون الأكاديمية، الدكتور محمد إدريس، موجزاً لمقترحات وحلول، تستهدف تسهيل، وتنظيم الصلاة في الروضة وزيارة القبر الشريف. وتحدث إدريس عن عددٍ من الحلول المتداولة، ثم اقترح بدائل منها: استخدام المسارات، أو إنشاء مسار علوي موازٍ لمسار حمل الجنائز، أو إيجاد مكان للزيارة من الخارج، أو الاعتماد على الجدولة الزمنية، بحيث يقوم الحاج والمعتمر بحجز موعد لزيارة الروضة والقبر لمرة واحدة بدلاً من الزيارات المتكررة مع كل صلاة، على أن يتم الحجز عبر بوابة إلكترونية، أو جهات معنية بهذا الشأن. في حين، قدَّم الدكتور فريد عبدالستار الميمني، ورقة عمل لتوسعة الطاقة الاستيعابية لموقع الروضة، مقترحاً خروج الزائرين من بابين بدلاً من باب واحد في عددٍ من المواقع. ونوقش في نهاية ورشة العمل عددٌ من القضايا المتعلقة بما طرحه المشاركون مثل: العناية بإنشاء مسارات أمام الروضة والقبر، تساعد على استقرار واطمئنان الزائر عند زيارته، والاهتمام بإبقاء الهوية العمرانية الإسلامية لمنطقة الروضة والقبر. وأكد مدير جامعة أم القرى، الدكتور بكري بن معتوق عساس، اهتمام القيادة الرشيدة، ودعمها غير المحدود لجميع الخدمات التطويرية المستمرة، وكل ما يسهِّل على الحجاج والمعتمرين والزوار أداء شعائرهم ونسكهم منذ قدومهم إلى المملكة وحتى عودتهم إلى بلدانهم. وقال عساس، إن رعاية وافتتاح أمير منطقة المدينةالمنورة، الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، الورشة، يجسِّدان اهتماماً بتقديم أرقى الخدمات إلى زوار المسجد النبوي بكل يسر وسهولة، مبدياً ارتياحه لجهود عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، الدكتور عاطف أصغر، وجميع المشاركين في ورشة العمل الرامية إلى تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة، التي تعمل جاهدةً على تطوير منظومة الخدمات المقدمة إلى ضيوف بيت الله الحرام، والمسجد النبوي وفق دراسات علمية أجراها باحثون مختصون.