بدأ موسم تلقيح النخيل في محافظة وادي الدواسر المتزامن مع موسم الرياح الرطبة الخفيفة التي تقوم بنقل حبوب اللقاح بين طوالع النخيل، بينما تغسل مياه الأمطار النخيل، مما تحتويه من جريد وسعف وليف وجذوع، وتطرد عنها بعض الحشرات الضارة. وأوضح المزارع مبارك بن عبدالرحمن الخنجري أن بداية هذا الموسم تُبشر بالخير متى أحسن المزارعون التعامل بالطريقة الصحيحة مع اللقاح، مبيناً أهمية معرفة أنواع النخيل، وموعد لقاحها، أو أن يؤخر المزارع عملية لقاحها ليكون صعوده للنخلة مرة واحدة بعد أن يفلق حملها جميعاً أو يزيد اللقاح لنوع من النخيل لايرغب الزيادة أو العكس أو أن يستعين بلقاح غير جيد. وأفاد أن المحافظة على أنواع النخيل لاتحتاج إلى كميات كبيرة من اللقاح، ومن أشهرها السري الذي يصنف أنه المنتج الأول بالمحافظة، وكذلك خلاص الوادي، والمكفزي، والصقعي، فيما يحتاج نخيل الخشخاش والبرحي والنبوت والسكري كمية أكبر من غيره، مبينًا أن تأخير اللقاح أو سواء التلقيح يحوِّل الثمرة إلى ما يسمى ب» الشيص» المعروف بانقسام الثمرة إلى ثلاثة أو أربعة أقسام برؤوس مدببة. وقال»إن النحويين يُعرّفون «الشيص « بأنه فساد التمر أو الحمل الرديء لعدم تلقيحها أو لسوء تأبيرها، موضحًا أن الأمطار الغزيرة قد تتسبب في الإضرار بعملية التلقيح، مفضلاً التلقيح مع وجود الشمس». وعمد المزارعون في الوداي خلال السنوات الأخيرة إلى «جذ» جزء من الطوالع يصل إلى الثلث وأحيانًا النصف، وذلك من وسطه رغبة منهم أن يكون حجم الثمر أكبر في أنواع معينة من النخيل كالخلاص بأنواعه، وأم قميعة، والشيشي ، والشبيبي. وكان المزارعون في الماضي يساعدون بعضهم بعضاً على إتمام عملية تلقيح النخيل، كما ذكر المزارع حمد بن محمد الدوسري، إذ قال إنهم كانوا يوفرون اللقاح لبعضهم، وتغيّر الوضع الآن فأصبح الاعتماد على العمالة أكثر من ذي قبل، حيث ولم يعد اللقاح متوفراً كالسابق حتى أن بعض المزارعين يجلبه من المحافظات المجاورة، والبعض الآخر يشتريه من أسواق المحافظة، وتتراوح أسعار الطلع الواحد من «الفحال» ما بين 30 إلى 50 ريالًا، وربما عمد بعضهم إلى حفظه في الثلاجة وهو ما يعرف ب «الوليع» أو «الثلة» أو «الأغيرض» بعد أن يُخرج من الغلاف الخاص به والمعروف بالجفير أو الجفن.