بدء مطلع الأسبوع الماضي موسم تلقيح النخيل في محافظة وادي الدواسر ، متزامناً مع موسم الأمطار ، والرياح الرطبة الخفيفة التي تبشر بموسم ناجح ينتظره المزارعون ، لما تسببه تلك الأمطار والرياح من أهمية في نقل حبوب اللقاح بين طوالع النخيل ، ولما تقوم به الأمطار من غسل للنخيل بكافة ماتحتويه من جريد وسعف وليف وجذوع ، وهو مايساعد ايضاً في طرد بعض الحشرات الضارة بالنخيل . يؤكد لنا المزارع مبارك عبدالرحمن الخنجري أن هذا الموسم بدايته تبشر بالخير – ان شاء الله – متى أحسن المزارعون التعامل بالطريقة الصحيحة مع اللقاح، ودون الاعتماد على العمالة الغير خبيرة في انواع النخيل ، التي قد تلقح النخلة وهي لم يحن موعد لقاحها ، أو يؤخر عملية لقاحها ليكون صعوده للنخلة مرة واحدة بعد ان يفلق حملها جميعاً ، أو يزيد اللقاح لنوع من النخيل لايرغب الزيادة ، او العكس ، او يستخدم لقاح غير جيد ,وهكذا ، مبيناً أن بالمحافظة انواع من النخيل لاتحتاج الى كميات كبيرة من اللقاح ومن أشهرها السري الذي يصنف انه المنتوج الأول بالمحافظة ، وكذلك خلاص الوادي ، والمكفزي والصقعي فيما يحتاج نخيل الخشخاش والبرحي والنبوت والسكري كمية اكبر من غيره ، مبيناً أن تأخير اللقاح ، او سواء التلقيح يحول الثمرة الى ” شيص ” وهو مايعرف بانقسام الثمرة الى ثلاثة او اربعة اقسام برؤوس مدببة ، ويُعرف النحويون ” الشيص ” بأنه فساد التمر ، أو الحمل الرديء لعدم تلقيحها ، أو لسوء تأبيرها ، ويرى الخنجري أن الأمطار الغزيرة قد تتسبب في اضرار لعملية التلقيح ، كما يرى التلقيح مع وجود الشمس افضل منه من دونها . وقد عمد المزارعون في السنوات الأخيرة الى ” جذ ” جزء من الطوالع يصل الى الثلث واحياناً النصف ، وذلك من وسطه ، رغبة منهم أن يكون حجم الثمر اكبر ، في انواع معينة من النخيل كالخلاص بأنواعه ، وأم قميعة ، والشيشي ، والشبيبي . وكان المزارعون بالمحافظة في السابق يساعدون بعضهم في تلقيح النخيل كما يذكر لنا المزارع حمد محمد الدوسري ، وكانوا يوفرون اللقاح لبعضهم ، الا ان الوضع كما يقول قد تغير فأصبح الاعتماد على العمالة اكثر من ذي قبل ، ولم يعد اللقاح متوفر كالسابق ، حتى ان بعض المزارعين يجلبه من المحافظات المجاورة ، فيما يقوم البعض بجلبه الى اسواق المحافظة وبيعه حيث تتراوح اسعار الطلع الواحد من ” الفحال ” مابين 50 الى 30 ريالاً ، وربما عمد بعضهم الى حفظه بالثلاجة وهو مايعرف بالوليع أو الثلة أو الأغيرض ، بعد ان يُخرج من الغلاف الخاص به والمعروف بالجفير أو الجفن . ويذكر لنا أحد العمالة من الجنسية البنغالية التي تبيع طلع اللقاح في سوق النويعمة وسط المحافظة ويدعى محمد مهران انه يجلب طوالع اللقاح من محافظة الافلاج ويبيعها في وادي الدواسر ، مؤكداً ان الافلاج تشتهر بجودة انتاجها ووفرته ، معللاً ذلك بالأقبال عليه من مزارعي وادي الدواسر ، وعن الاسعار قال انه في بداية الموسم يصل السعر الى 60 ريال ، واذا ارتفعت الحرارة في الجو وزاد ” الفليق ” تكون الاسعار ايضا مرتفعة ، وماعدا ذلك فالأسعار تتراوح مابين ال 50 ريال ، وال 30 ريال بحسب الحجم ، ووفرة الدقيق الابيض . ويستفيد كثير من مربي الماشية من الغلاف الخارجي للقاح بتقطيعه وتقديمه كوجبة موسمية للمواشي .