سجل أنصار الرئيس الإيراني حسن روحاني من إصلاحيين ومعتدلين أمس مكاسب في مواجهة المحافظين، وخصوصا في طهران، بحسب نتائج جزئية لعملية تصويت مزدوجة حاسمة لمواصلة سياسة الانفتاح التي باشرها روحاني في إيران. وفي انتخابات مجلس الشورى، أشارت النتائج التي نشرت حتى مساء أمس إلى حصول قائمة الإصلاحيين والمعتدلين على 54 مقعدا من 137، مع فوزهم بالمقاعد الثلاثين المخصصة لدائرة طهران. ويضاف إليهم 11 مرشحاً مستقلاً مقربا منهم، ليصبح مجموع النواب المؤيدين لهم 65 على الأقل. ولن تصدر النتائج النهائية الشاملة التي يفترض أن يصادق عليها مجلس صيانة الدستور قبل اليوم الإثنين أو غداً الثلاثاء. وبفضل هذا الاختراق في طهران، ضمن معسكر روحاني لأربع سنوات مقبلة ما لا يقل عن ضعف عدد الأعضاء في البرلمان السابق الذي كان يهيمن عليه المحافظون مع أكثر من 200 نائب. ويراهن الرئيس المعتدل على الاتفاق النووي الذي أبرمه في يوليو 2015 مع القوى الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني الذي شكل خطوة كبرى أخرجت البلاد من عزلتها. وأدت هذه الانتخابات إلى إقصاء غالبية المحافظين المتشددين الذين كانوا معارضين للاتفاق النووي. وجرت الانتخابات التشريعية توازيا مع انتخاب 88 عضواً في مجلس الخبراء لمدة ثمانية أعوام، وهو المجلس المكلف اختيار مرشد أعلى للجمهورية الإسلامية في إيران. وسيشكل الفوز الساحق لقائمة «أميد» (أمل) في طهران التي تجمع أنصار روحاني من الإصلاحيين والمعتدلين زخما قويا لهم. وبحسب النتائج الأولية، حل رئيس قائمة المحافظين الرئيس السابق لمجلس الشورى غلام علي حداد عادل في المرتبة ال31، وفي حال تأكد ذلك يكون مني بهزيمة في الانتخابات التشريعية التي جرت الجمعة. وحل على رأس مرشحي لائحة «أمل» الواثقين من الفوز بمقعد في طهران الإصلاحي محمد رضا عارف والمعتدل علي مطهري اللذان حصلا على حوالي 1,3 مليون صوت وأكثر من 1,1 مليون صوت على التوالي. وكان الإصلاحيون ضموا ثلاثة محافظين معتدلين إلى قائمتهم بينهم مطهري، وقد فازوا جميعهم. وكانت قائمة الإصلاحيين والمعتدلين في طهران برئاسة محمد رضا عارف المرشح الإصلاحي السابق للانتخابات الرئاسية الذي انسحب لمصلحة روحاني ما أتاح لهذا الأخير أن يفوز من الجولة الأولى في 2013. أما في باقي البلاد، فيتقاسم مرشحو لائحة أمل والمحافظون الأصوات مع مرشحين مستقلين لم يكونوا مدرجين على أي من اللائحتين الرئيستين، بحسب النتائج الجزئية. وبعد معرفة نتائج 109 دوائر انتخابية لمجلس الشورى، حصل المحافظون على 33 مقعداً والإصلاحيون والمعتدلون على 24، والمستقلون على 28. وبين هؤلاء المستقلين، مقربون من المحافظين (13) أو الإصلاحيين (11). وهناك نائب انتخب وهو على اللائحتين في الوقت نفسه. وستنظم جولة ثانية في إبريل أو مايو في 23 دائرة انتخابية على الأقل.