أعلن وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي إحباط «عمليتين إرهابيتين» قبل تنظيم انتخابات مجلسَي خبراء القيادة والشورى (البرلمان) الجمعة الماضي، والتي تؤشر إلى عودة قوية للإصلاحيين، بعد مقاطعتهم اقتراع 2012. وأكد أن الانتخابات نُظمت «في أجواء آمنة وهادئة»، مستدركاً: «كان واضحاً جداً بالنسبة إلينا أن التيارات الإرهابية تحاول تنفيذ عمليات ومؤامرات خيانية، لتعكير أمن البلاد». وأشار إلى أن «أجهزة الوزارة استطاعت، من خلال رصد استخباراتي، الحؤول دون وقوع عمليات إرهابية» أثناء الانتخابات. وذكر علوي أن أجهزة الأمن اعتقلت «تكفيرياً» في المناطق الحدودية جنوب شرقي» إيران، كان يحمل قنبلتين ومتفجرات وصاعق تفجير وجهاز تحكّم إلكتروني عن بُعد. ولفت إلى «تفكيك خلية إرهابية تضمّ أربعة أشخاص»، كانت تحمل «كمية ضخمة من وسائل التفجير المُستخدمة في العمليات الانتحارية». إلى ذلك، أشار حسين ذوالفقاري، مساعد وزير الداخلية لشؤون الأمن والشرطة، إلى «احتجاجات نظمها مرشحون» للانتخابات في نحو 5 مدن، نافياً معلومات أفادت ب»سرقة صناديق اقتراع». وأظهرت نتائج جزئية أن القائمة الائتلافية التي شكّلها الإصلاحيون والمعتدلون من أنصار الرئيس حسن روحاني، اكتسحت المقاعد الثلاثين للبرلمان في طهران، ما أدى إلى سقوط الرئيس السابق للمجلس غلام علي حداد عادل، إذ حلّ في المرتبة ال31. والأخير قاد قائمة الأصوليين في العاصمة، علماً أنه من أبرز قياديّي هذا التيار، ويُعتبر مستشاراً لمرشد الجمهورية علي خامنئي، كما أن ابنته متزوجة من مجتبى، نجل المرشد. وكان للإصلاحيين أقل من 20 مقعداً في البرلمان المنتهية ولايته. وبين الفائزين في قائمة الإصلاحيين والمعتدلين في طهران، محمد رضا عارف وعلي مطهري والياس حضرتي وكاظم جلالي ومصطفى كواكبيان. وكان عنوان صحيفة «اعتماد» المؤيدة للإصلاحيين، ويرأس تحريرها الياس حضرتي، «تنظيف البرلمان». وكتبت في صفحتها الأولى: «لن يكون البرلمان المقبل مثل أي برلمان آخر في تاريخ إيران، إذ لن يكون هناك فصيل سياسي ينفرد برأيه». وضَمَنَ روحاني ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني فوزهما في انتخابات مجلس الخبراء، فيما أفادت وكالة «فارس» المحسوبة على «الحرس الثوري» بأن رئيس القضاء صادق لاريجاني نال «غالبية الأصوات» في محافظة مازندران، مشيرة إلى أنه سيكون «الممثل الأول للمحافظة في المجلس، على رغم كل الدعايات المسمومة والمغرضة، من الداخل والخارج». وتحدث المحلل سعيد ليلاز عن «فوز ضخم جداً» لائتلاف الإصلاحيين والمعتدلين. وأضاف ليلاز الذي كان مستشاراً للرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي: «إنها أنباء طيبة جداً لروحاني. سيكون لدينا برلمان رشيد جداً، أقل انقساماً وأكثر خبرة». وتابع: «توقعاتنا المبدئية لمجلس الخبراء كانت بين 15 و20 في المئة، لكن يبدو أنها ستتجاوز ذلك». أما فؤاد إزادي، وهو أستاذ مساعد في كلية الدراسات الدولية في جامعة طهران، فرجّح أن يخسر الأصوليون الغالبية في البرلمان، وأشار إلى «فوز ساحق يفوق التوقعات في طهران».