أعلن وزير الخارجية أن مهمة القوات السعودية التي قد تُنشَر في سوريا ستكون محاربة «داعش»، فيما ربط نسج علاقات جيدة مع إيران بوقف تدخلاتها في عدة دول عربية بينها لبنان. وأكد عادل الجبير، في مقابلةٍ حصريةٍ مع وكالة الأنباء الفرنسية، أن على التحالف الدولي ضد الإرهاب تقرير ما إذا كانت مهمة القوات البرية المحتمل نشرها تشمل محاربة نظام بشار الأسد أم لا. وأوضح «مهمة القوات السعودية في حال إرسالها ستكون القضاء على التنظيم الإرهابي في إطار التحالف الدولي بقيادة واشنطن». وشدَّد «لن تكون هناك عمليات انفرادية» و«سيكون عمل هذه القوات إذا ما تم إدخالها ضمن التحالف الدولي هو محاربة داعش». وردّاً على سؤالٍ عن إمكانية توسيع المهمة؛ أجاب «لا يمكنني التكهن، هذا سيكون أمراً على التحالف أن يقرِّر بشأنه، إلى الآن هدف أي قوات برية أو قوات خاصة سيكون قتال داعش على الأرض بغرض استعادة السيطرة على أراضٍ منه». وأُجرِيَت المقابلة مع الوزير في مقر وزارة الخارجية في الرياض أمس، وتخلَّلتها إجاباتٌ بالعربية والإنجليزية. وكانت الرياض وأنقرة، الداعمتان للمعارضة السورية، كشفتا خلال الأسابيع الماضية عن استعدادهما لإرسال قواتٍ برية إلى سوريا لقتال التنظيم الإرهابي في إطار التحالف الدولي الذي تشكَّل في صيف عام 2014. وجدَّد الجبير تحميل الأسد مسؤولية ما آلت إليه الأمور، رافضاً بشدة أي دور له في المرحلة المقبلة. وذكَّر بتسبُّب الأسد في «قتل أكثر من 300 ألف من الأبرياء من شعبه وتشريد أكثر من 12 مليون شخص وتدمير بلاده، مُكرِّراً «لا مكان له في تلك البلاد، هذا واضح». وتعليقاً على قول الأسد مؤخراً إن هدفه استعادة السيطرة على كامل الأراضي؛ ردَّ الجبير «هو قال أشياء كثيرة منذ بداية الأزمة، وكثيرٌ من الأشياء التي قالها ليست واقعية». إلى ذلك؛ اعتبر وزير الخارجية أن الولاياتالمتحدة حليفةٌ للمملكة ولم تتخلَّ عنها لصالح إيران في أعقاب الاتفاق النووي بين دول مجموعة «5 + 1» وطهران الصيف الماضي. وردَّ على سؤالٍ عمَّا إذا كانت السعودية تشعر بأن الولاياتالمتحدة تخلَّت عنها؛ قائلاً «قطعاً لا». وأبلغ محاوريه بقوله «الولاياتالمتحدة حليفتنا، هي حليفتنا التاريخية منذ أكثر من 7 عقود وأكبر شركائنا التجاريين وأكبر مستثمرٍ في المملكة والمصدر الرئيس لمعداتنا الدفاعية» و»لدينا تحالفٌ معها نقدِّره بشكل هائل (…) ليس لدينا شكٌّ في التزام أمريكا أمن المملكة، هذا تمَّ التعبير عنه بالقول والفعل». وتابع «لا أرى أي تراجع في هذه العلاقة (…) أرى تعزيزاً لها مع مرور الوقت». فيما بيَّن أن المملكة ترغب في أفضل العلاقات مع إيران «إلا أن هذه العلاقات يجب أن تكون مبنيَّة على مبادئ حسن الجوار ومبدأ عدم التدخل في شؤون دولٍ مثل لبنانوسوريا والعراق والبحرين واليمن». و»إذا إرادت إيران علاقات جيدة مع السعودية؛ ثمَّة حاجة إلى أن تغيِّر تصرفها في المنطقة وتغيِّر سياساتها»، بحسب تعبيره. وفي الشأن اليمني؛ أفاد الجبير بأن المملكة التي تقود تحالفاً عربيّاً ضد انقلاب الحوثيين ستواصل دعم الرئيس، عبد ربه منصور هادي، حتى عودة الشرعية. وذكر أن «الدعم سيستمر حتى تحقيق الأهداف أو حتى التوصل إلى اتفاق سياسي لتحقيق تلك الأهداف». وقال «أعتقد أنها مسألة وقت قبل أن يتمكن التحالف من إعادة سلطة الحكومة الشرعية والسيطرة على كامل الأراضي اليمنية». ولفت إلى تقديم التحالف مساعدةً للحكومة الشرعية مكَّنتها من «استعادة أكثر من ثلاثة أرباع الأراضي، وفتح خطوط إمداد للمساعدات، ووضع ما يكفي من الضغط على الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح ليبحثوا جديَّاً في المسار السياسي». وأكد الجبير أن الرياض ليست غارقة في النزاع اليمني. وبيَّن «لدى المملكة قوة جوية مهمة وقوات برية وبحرية مهمة، جزء صغير جدّاً من كل قوانا العسكرية يشارك في اليمن، وهي ليست غارقة في مستنقع في اليمن»، معرباً عن ثقته في «أن الموضوع سيُحلُّ عسكريّاً كما سياسيّاً»، مُحمِّلاً الحوثيين وصالح المسؤولية عن إرجاء عقد جولة جديدة من المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة بين الأطراف المتنازعة. اقتصاديّاً؛ أعلن الجبير أن المملكة ستحافظ على حصتها من سوق النفط العالمية ولن تُخفِّض الإنتاج على الرغم من التهاوي المتواصل في أسعاره. ورأى أنه «إذا أراد منتجون آخرون الحد من الإنتاج أو الاتفاق على تجميد فيما يتعلق بالإنتاج الإضافي؛ فإن ذلك يمكن أن يؤثر على السوق، لكن السعودية غير مستعدة لخفض الإنتاج». واعتبر الجبير أن «موضوع النفط سيحدده العرض والطلب وقوى السوق»، مكرِّراً «المملكة ستحافظ على حصتها من السوق وقلنا ذلك سابقاً».