أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مقابلة حصرية مع وكالة «فرانس برس» أمس (الخميس) أن الولاياتالمتحدة «حليفة» لبلاده ولم تتخل عنها لمصلحة إيران في أعقاب الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وطهران. وقال الجبير رداً على سؤال عمّا إذا كانت السعودية تشعر أن الولاياتالمتحدة تخلت عنها؟ «قطعاً لا»، وزاد: «الولاياتالمتحدة حليفنا، وهي حليفنا التاريخي منذ أكثر من سبعة عقود. أميركا هي أكبر شركائنا التجاريين، وأكبر مستثمر في المملكة العربية السعودية. هي المصدر الرئيس لمعداتنا (العسكرية) الدفاعية». وتابع: «لدينا تحالف مع الولاياتالمتحدة نقدره بشكل هائل، ليس لدينا شك بالتزام أميركا بأمن المملكة العربية السعودية. هذا تم التعبير عنه بالقول والفعل». وأضاف «لا أرى أي تراجع في تلك العلاقة، بل أرى تعزيزاً لها مع مرور الوقت». وجدد الجبير قوله: «إذا أرادت إيران علاقات جيدة مع السعودية، ثمة حاجة إلى أن تُغير تصرفها في المنطقة وتغير سياساتها»، لافتاً إلى أن بلاده «ترغب في أن تكون لها أفضل العلاقات مع إيران، إلا أن هذه العلاقات يجب أن تكون مبنية على مبادئ حسن الجوار ومبدأ عدم التدخل في شؤون دول مثل لبنان وسورية والعراق والبحرين واليمن». وعلى صعيد اليمن ذكر وزير الخارجية السعودي أن بلاده التي تقود تحالفاً عربياً في اليمن ضد الحوثيين، ستواصل دعم الرئيس عبدربه منصور هادي حتى عودة الشرعية إلى البلاد، مضيفاً «الدعم للحكومة الشرعية سيستمر حتى تحقيق الأهداف أو حتى التوصل إلى اتفاق سياسي لتحقيق تلك الأهداف». وزاد: «أعتقد أنها مسألة وقت قبل أن يتمكن التحالف من إعادة سلطة الحكومة الشرعية في اليمن إلى اليمن، والسيطرة على كامل الأراضي اليمنية». وأشار إلى أن التحالف «ساعد الحكومة اليمنية في استعادة أكثر من ثلاثة أرباع الأراضي، وفتح خطوط إمداد للمساعدات، ووضع ما يكفي من الضغط على الحوثيين (وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح)، ليبحثوا جدياً في المسار السياسي». مؤكداً في الوقت نفسه أن الرياض «ليست غارقة» في النزاع اليمني. وتابع: «المملكة العربية السعودية ليست غارقة في اليمن، لديها قوة جوية مهمة، كما لديها قوات برية مهمة، فضلاً عن قوات بحرية مهمة، هذا جزء صغير جداً من كل قوانا العسكرية يشارك في اليمن، وهي ليست غارقة في مستنقع في اليمن». وأعرب الجبير عن ثقته بأن «الموضوع في اليمن سيحل عسكرياً كما سياسياً»، مشيراً إلى أن إرجاء عقد جولة جديدة من المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة بين الأطراف المتنازعة سببه «الحوثيون وصالح». وفي ما يتعلق بسورية أكد وزير الخارجية السعودي أن مهمة القوات السعودية في حال إرسالها إلى سورية، ستكون للقضاء على تنظيم داعش في إطار التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وأن على التحالف أن يقرر بالنسبة إلى توسيع المهمة ضد النظام السوري. وقال الجبير: «السعودية أعربت عن استعدادها لإرسال قوات خاصة ضمن هذا التحالف إلى سورية بهدف القضاء على داعش فهذه هي المهمة وهذه هي المسؤولية»، مضيفاً رداً على سؤال عمّا إذا كانت المهمة قد تمتد لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد: «سيكون عمل هذه القوات إذا ما تم إدخالها في سورية ضمن التحالف الدولي، محاربة داعش، ولن تكون هناك عمليات انفرادية». وزاد في السياق ذاته: «لا يمكنني التكهن. هذا سيكون أمراً على التحالف الدولي أن يقرر في شأنه. إلى الآن هدف أي قوات برية أو قوات خاصة (ترسل إلى سورية) سيكون قتال داعش على الأرض بغرض استعادة السيطرة على أراضٍ منه». وكرر الجبير خلال المقابلة تحميل الأسد مسؤولية مآل الأمور في بلاده، رافضاً بشدة أي دور له في المرحلة المقبلة. وقال: «إن الرئيس السوري تسبب في قتل أكثر من 300 ألف من الأبرياء من شعبه وتشريد أكثر من 12 مليون من شعبه، وتسبب في تدمير بلاده. لا مكان له في تلك البلاد. هذا واضح. بشار الأسد لن يكون له مستقبل في سورية». وتعليقاً على قول الأسد أخيراً إن هدفه استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية، قال الجبير: «بشار الأسد قال أشياءً كثيرة منذ بداية الأزمة في سورية، وكثيراً من الأشياء التي قالها ليست واقعية». وفي جانب النفط، قال الجبير: «إن بلاده ستحافظ على حصتها من سوق النفط العالمية، ولن تخفض الإنتاج على رغم التهاوي المتواصل في أسعاره». مضيفاً «إن موضوع النفط سيحدده العرض والطلب وقوى السوق. السعودية ستحافظ على حصتها من السوق وقلنا ذلك سابقاً. إذا أراد منتجون آخرون الحد (من الإنتاج)، أو أن يتفقوا على تجميد في ما يتعلق بالإنتاج الإضافي، فذلك ممكن أن يؤثر على السوق، لكن السعودية غير مستعدة لخفض الإنتاج».