قدَّر أمير الرياض، الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، عدد المشاريع في المنطقة هذا العام ب 4 آلاف و638 مشروعاً بتكلفةٍ إجماليةٍ تزيد عن 460 مليار ريال. وأوضح أن «المخطط الإقليمي للرياض» يقود الاستراتيجية بعيدة المدى لتنمية المنطقة ويصوغ التوجهات المستقبلية في كافة القطاعات الحيوية وينشر التنمية ويوزعها بشكلٍ متوازن. وقال، لدى زيارةٍ لمجلس الشورى أمس تخلَّلها عرضٌ عن المشاريع التنموية، إن المنطقة تقطف اليوم ثمار الغرس المبارك «الذي غرسه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، – أيده الله- على مدى عقودٍ من الرعاية الكريمة، والتأسيس المتواصل، والخطط المتوالية، والاستغلال الأمثل للموارد والخبرات، حتى تحققت رؤيته الطموحة، لتكتسب الرياض إلى جانب مكانتها الوطنية والسياسية مقوماتٍ حضارية متعددة، ومكانة عالمية، وجودةً في الحياة توفِّر العيش الرغيد وسبل الحياة الحديثة العصرية لساكنيها». ولفت الأمير فيصل بن بندر إلى القفزات في التجديد والرقي والنماء الذي تشهده البلاد «ابتداءً من إصدار مجموعة من القرارات الإصلاحية والتنموية والإدارية الرشيدة، مروراً بإنشاء مجلس الشؤون السياسية والأمنية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وصولاً إلى إطلاق برنامج التحول الوطني الطموح». وأفاد بأن العاصمة تواكب هذه المسيرة المباركة عبر استعدادها لتحقيق مزيدٍ من مواقع الريادة والنجاح «من خلال تنفيذ مجموعة متنوعة ومتكاملة من المشاريع العملاقة والبرامج التطويرية الكبرى التي من شأنها الرقي بالرياض إلى المكانة العالية التي تليق بها كعاصمة للمملكة» ، مُبيِّناً أن مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام الذي يسير بخطى متسارعة نحو الإنجاز يعد أحد هذه المشاريع الكبرى. وأشار الأمير إلى برنامج متابعة مشاريع المنطقة باعتباره أحد مخرجات المخطط الإقليمي لتنميتها. وبيَّن أن «الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض» وضعت هذا البرنامج «الذي يتولى إحصاء ورصد ومتابعة المشاريع حسب القطاعات والجهات؛ بهدف تكوين رؤية شاملة عن الوضع التنموي ومحاولة تذليل أي عقبات قد تواجه مسيرة التنمية الإقليمية». ويرتكز البرنامج، الذي تشارك فيه أكثر من 65 جهة ذات علاقة بالمشاريع التنموية، على نظام إلكتروني يحوي كافة المعلومات الأساسية عن المشاريع القائمة والمستقبلية ومواقعها. واعتبر الأمير فيصل أن المخطط الاستراتيجي رسم صورة من ملامح التنمية المستقبلية في العاصمة تضمنت برنامجاً تنفيذياً طموحاً والعشرات من السياسات التنفيذية التي تتوزع على قطاعات التنمية المختلفة الحضرية والاقتصادية والبيئية وجوانب النقل والخدمات والمرافق العامة. وذكر أنه تم تأسيس «المرصد الحضري» تحت مظلة «الهيئة العليا لتطوير الرياض» لرصد سير عمليات التنمية في المدينة في جميع جوانبها بمشاركة 36 جهة من القطاعين الحكومي والخاص إضافةً إلى المجتمع المدني بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة لتنمية المستوطنات البشرية. وأبدى الأمير ارتياحه للمستوى الرفيع من الشراكة والتكامل المثمر والبنّاء الذي تتميز به أجهزة المنطقة ومؤسساتها العامة والخاصة، مشيراً إلى «التعاون والعطاء المتفاني الكبير» من السكان، متعهداً مواصلة الجهود للارتقاء بالأداء في كافة أجهزة المنطقة ومرافقها وخدماتها بما يلبي تطلعات وآمال سكانها في كافة المجالات ويتجاوز كافة التحديات والعقبات. إلى ذلك؛ نوَّه الأمير فيصل بما يقدمه مجلس الشورى من أعمال جليلة وآراء سديدة وبما حققه من إنجازات وعطاءات خلال مسيرته. ولاحظ أن جهود «الشورى» أثمرت عن إنجاز العديد من المشاريع والأنظمة واللوائح والاتفاقيات والخطط و»عملت على استشعار صوت المواطن»، مثمِّناً للقيادة هذا المجلس الذي هدفت في تشكيله أن يكون من نخبة أبناء الوطن «ممن تكاملت معارفهم وتأكدت خبراتهم في القيادة والدراية والرأي». وتطلَّع الأمير إلى استمرار التواصل والحوار بين إمارة الرياض و»الشورى» في ظل «السعي المشترك نحو تحقيق الهدف الأسمى في خدمة ديننا ووطننا ومواطنينا». ورأى رئيس «الشورى»، الشيخ الدكتور عبد الله آل الشيخ، من جهته أن التواصل بين المجلس ومجالس المناطق أسهم في إيضاح الصورة للأعضاء حيال أولويات ومقومات كل منطقة وحاجاتها التنموية «مما ينعكس بالفائدة على قرارات المجلس الصادرة بشأن التقارير السنوية للوزارات والأجهزة الحكومية أو المتعلقة بمشروعات الأنظمة». وأشار إلى إثبات مجالس المناطق قدرتها على تحديد الأولويات التنموية والاستثمارية ووضع الرؤى والتصورات بشأن احتياجات المدن والمحافظات والتعاون مع الجهات المختصة في هذا الشأن. وخاطب آل الشيخ أمير الرياض «نحن يا صاحب السمو مسرورون اليوم بلقائكم وزيارتكم، وأنتم أحد رجال هذه الدولة الذين يضطلعون بمهام جليلة، ولكم باع طويل وخبرة واسعة في مجال المسؤولية والإدارة، وتتولون مهام إمارة منطقة الرياض وترأسون الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بالإضافة إلى عديد من المسؤوليات والمهام». وتابع «هنا نستذكر الدور الكبير لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله تجاه منطقة الرياض»، مؤكداً أن الأمير فيصل بن بندر يواصل المسيرة نحو مزيد من التطوير والرقي لهذه العاصمة العزيزة وكذا محافظات ومراكز المنطقة. وأشاد آل الشيخ بالدور الكبير الذي يبديه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، حيال مجالس المناطق وحرصه على تدعيمها والوصول إلى نتائج إيجابية تعود بالمصلحة على الوطن والمواطنين. وحيَّا الجهود الرائدة التي يبذلها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، سعياً للتطوير التنموي ورقياً بالأداء الاقتصادي والتنموي والإداري.