في كثيرٍ من الأحيان، نعتقد أن وجود كثير من الأشياء حولنا يجعلنا نشعر بالاكتفاء من كل شيء، ولن يجعلنا نشعر بوجود شيء ما ينقصنا، ولكن هذا في الحقيقة اعتقاد خاطئ يزيدنا نقصاً في كل مرة نضيف إلى حياتنا شيئاً جديداً. إن ما نبحث عنه غالباً هو الشعور بالرضا، وعدم الشعور بنقصٍ في أمر ما، وكأن كل هذه الأمور التي من حولك لا تعني لك شيئًا وليست ما تبحث عنه، وكثرة الأشياء من حولنا زاد من الطين بلة، ولم يجعلنا نشعر بأي تحسن، والحل لذلك في الحقيقة يكون بالتخلي عن كل الأشياء، كلها بلا استثناء، والبقاء معنا وحدنا والشروع في بدء البحث عنا، في كل شيء. قد نجد السعادة والرضا في مهنة بدأنا في مزاولتها على الرغم من أنها لا تحتوي على أيٍ من العروض المغرية، فقد كان عرضها المغري الوحيد بالنسبة لنا هو كونها تتناسب مع شخصنا، أو في شخصٍ عابر ما لم نجده في كثيرين ممن كنا نعرفهم ولا نتذكر حتى أسماءهم، إما أن يسدي لنا بنصيحة كنا نحتاجها لنحدد كيف سنكمل بقية حياتنا، أو ربما يُصبح صديقنا المُقرب والوحيد، إذ أننا نجد في قِلة الأصدقاء المقربين جمالاً لا يُوصف، ويفوق كثيراً من العلاقات السطحية التي تنتهي قبل أن تبدأ. وقد نجد في سطر نقرأه من كتاب ما يجعلنا نغيِّر حياتنا، ونفعل ما يستحق أن يُخلد لأبد الآبدين. الاستغناء عن كثير من الأمور يقودنا إلينا، ويدفعنا إلى التعمق في دواخلنا، والانشغال في فعل كل ما هو خيرٌ لنا، فيؤدي ذلك إلى جعلنا أفضل لنا، وللآخرين، والشعور بالسعادةِ والرضا التام.