قد تسيطر علينا الأحزان في لحظة من اللحظات وتأبى أن تحط تلك الأحزان أوزارها حد أن تأخذنا إلى حيث لا يحمد عقباه ...بل و قد نعيش مع الناس ونحن في الحقيقة نشعر بأننا مدفونون من شدة ما ألمّ بنا من همّ، وقد يتعارض العقل مع العاطفة في لحظة من لحظات حياتنا خصوصاً حينما تكون تلك العاطفة حالة جديدة تمارس ضد قوى العقل ك حالات الحب التي تنسج خيوطها في يومٍ وليلة ..أو كحالات الشعور " الخاطئ" بالكُره الممارس ضدنا من كل الناس ..! من هنا يبدأ الإنسان منا بالرجوع لقاعدته الثقافية والاجتماعية التي نشأ عليها وللأسف معظمنا يعيش على قاعدة هشة وهنة لا تأخذنا إلا إلى حيث الطرق السوداوية كالتوجه للإنتحار مثلاً ..! بل وتتفنن هشاشة الوعي لدينا في إقناعنا بأن الإنتحار هو الأسلوب الوحيد للتخلص من الأرق وفي الحقيقة غالباً هو الطرق لماهو أعظم من ذلك الأرق . ثم إن الصفات التي يتجملون بها أصحاب الرؤى الإنتحارية هي في الحقيقة ليست إلا صفات كاذبة فمن يعلم الغيب ليخبرنا بأن المنتحر سيجد راحةً بعد إنتحاره ...!؟ حقيقةً أجد أنه ينقصنا كثيراً ثقافة معالجة المشاكل ف الكثير إن لم يكن السواد الأعظم منا يشعر بآثار المشكلة دون أن يتعرف على المشكلة ماهي من الأساس ...ينقصنا أيضاً التفتيش الصحيح عن مصدر الحزن في دواخلنا بدلاً من أن نكتفى بالإعتراك مع تلك الأثار والكبت وضيقة الخلق التي تنشأ عن كل مشاكلنا ، ما سقته أعلاه ليس إلا سبباً لما نعيشه من كثر حالات الإنتحار كيف لا والإحصائية الأخيرة تخبرنا بأن لدينا حالتين يومياً ..! ؟ مؤخراً وفي أسبوعنا الحالي بالتحديد كنت أحاول تحرير بعض الحروف لنشرها كتغريده للأحبة في تويتر وما أن وصلت لصفحة الموقع إلاّ وبتغريده تشد كل حواسي لها كان مؤداها أن فتاة تحاول أن تترك بعض الكلمات الوداعية لها قبل أن تغادرنا إلى باطن الأرض ( منتحره ) ....الموضوع في البداية كان أشبه ب المزحه لكنه تطور شيئاً فشيئاً إلى أن شعرت بحقيقته حينما تدخلت الكاتبه الدكتوره سلوى العضيدان وبدأت في علاج الموضوع من خلال محاولة التواصل الهاتفي مع صاحبة المشكلة وهو ماتم بالفعل بعد فضلٍ من الله ولطف منه وحده ثم بعد جهود الدكتوره سلوى ونجاحها في إقناع صاحبة التغريدة الإنتحارية بالتنحى عن ذلك التفكير بل وقامت بمعالجتها من خلال فتح مسارات الوعي أمامها وإشعال أضواء الأمل والتفاؤل من حولها إلى أن تحولت تغريدة الموت لحالة فرح وابتهاج وبحث عن يومٍ جديد يولد من خلاله صباح مملؤ بالإيمان ويشع بخيوط شمس حياة جديدة بدلاً من رقم جديد يضاف لأرقام حالات الإنتحار لدينا . المشهد أعلاه أخبرني بأن حالات الاحتواء والتغذية العاطفية بالتحديد في حدود علاقاتنا العائلية أشبه بمن يمسك بيده مرأه مكسورة ويحاول أن يرى وجهه من خلالها هل يستقيم ذلك ..!؟ بالطبع لا يستقيم ؛ لذا علينا أن نتدارك الأمر ونصلح المرايا لتعكس وجوهاً مشرقة وتكبح جموح العاطفة فلا يُبحث عنها خارج أسوار المنزل . خاتمة ... ريم ... لقد أثبتي أنكِ القوة التي هزمت الشيطان ؛ ف لكِ ترفع قبعة الاحترام حد اللاحد. عتيق الجهني [email protected]