يقول النبي محمد، صلى الله عليه وسلم: «لا تدعو على أنفسكم ولا تدعو على أولادكم ولا تدعو على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاءً فيستجيب لكم». ويقول العوام: «الملافظ مساعد». ويقال: «البلاء موكلٌ بالمنطق». فعندما نتحدث، أو نرجو، ونتمنى علينا حُسن اختيار وانتقاء الألفاظ. كثيراً ما نسمع في منابرنا دعاء: «اللهم عليك بأعداء الإسلام». وننسى أن هناك مَنْ يعادي الإسلام من أهله سواء بفكره، أو بقوله، أو بسلوكه، وهم يعادون الإسلام من غير أن يشعروا. الإسلام يُحارب أحياناً من أبنائه قبل أن يُحارب من أعدائه. فلماذا لا نتخير اللفظ في الدعاء، ونقول: «اللهم اهدهم، وائت بهم». فالنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، عندما قيل له: «ادع على ثقيف فقد أحرقتنا نبالهم». قال: «اللهم اهد ثقيفاً إلى الإسلام، وآت بهم مسلمين». نحن ندعو على أنفسنا من غير أن نعلم بذلك، فعندما يشمل الدعاء الجميع، ونقول: «اللهم عليك بأعداء الإسلام». فإننا ندعو على أنفسنا، لأن هناك مَنْ يحارب الإسلام من أهله، كما أخبر الصادق الأمين محمد، صلى الله عليه وسلم. تخيروا اللفظ، وقننوا الدعاء، ولنقل: «اللهم اهد مَنْ عادى الإسلام، وآت بهم». سوف يكون ذلك مستغرباً في بادئ الأمر عندما تصدح بهذا الدعاء المنابر، ويسمعها الحضور، ويؤمِّنون، ولكن هذا ما نريد، نريد أن ننصر الإسلام بالدعاء.