تحوّلت مشكلة خلوّ أجهزة الصرف الآلي في القطيف من النقد إلى مادة ضاحكة تفنّن الناس في تنويعها وتداولها عبر وسائط التواصل الاجتماعي طيلة الأيام الماضية. وعلى الرغم من تأكيدات المصارف أن التغذية مستمرة لأجهزة الصراف؛ استمرّ ظهور اعتذارات الصرف في الأجهزة، خاصة في الفترة المسائية. ولم يتغيّر شيء حتى بعد التصريحات الصحفية لأمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالمصارف السعودية طلعت حافظ، الذي نفى ما تم تداوله حول إيقاف خدمات تغذية الأجهزة الآلية بالأموال في المحافظة. استمرار المشكلة، واستمرار اختلاف التصريحات عن الواقع، وانتشار مشاهد أرتال السيارات المصطفة أمام الأجهزة.. كلُّ ذلك اجتمع وتناثر في شكل «نكات» عابرة في صفحات «فيسبوك» الشخصية. ونشر هاشم السعيدي، وهو مراسل شبكة إخبارية في القطيف، عرضاً ل 300 ريال «مسْيُومه» ب 600 ريال لمن يريدها جاداً. ويقصد بذلك أن بإمكانه إعطاء ال 300 ريال نقداً لمن يريدها على أن يحوّل له المبلغ نقداً مضاعفاً، وذلك على سبيل الدعابة. ومثله الممرض حسن العبدالجبار الذي طلب من زميله سحب 200 ريال من الدمام وهو عائدٌ منها. أما علي الخويلدي فقد عرض صورة جهاز صرّاف اعتذر عن إعطائه نقداً، ويسأل «من يسلفني كاش..؟»، ليعلق عليه صديق دالاًّ إياه على موقع جهاز يتوفر فيه النقد. أما صديقة المهدي فتضع أيقونة «يشعر بالغضب» في صفحتها الشخصية وتتذمر من البحث في المدينة«القطيف» عن جهاز صرّاف آلي يقدم النقد فلا تجد. وتذهب إيمان التركي إلى ما هو أبعد في تخيلاتها، فهي تتمنى الحصول على النقد من الأشجار، لأن ذلك سوف يغنيها عن اللجوء إلى أجهزة الصرّاف التي لم يعد فيها نقود. وهكذا تدفّقت الطرائف المنوعة حول المشكلة، في الفضاء الإلكتروني مغلِّفة الامتعاض الذي انتشر بين الناس.