فيما قُتِلَ 3 أشخاصٍ جرَّاء تفجيرٍ في العاصمة الصومالية أمس؛ استعادت حركة الشباب المتطرفة مرفأ مركا (100 كلم جنوب مقديشو) دون قتال بعد انسحاب عناصر قوة الاتحاد الإفريقي "أميصوم". ولم تُعرَف حتى المساء أسباب الانسحاب المفاجئ. ومن شأن استعادة الحركة المتطرفة المرفأ الاستراتيجي أن يؤمِّن لها منفذاً على البحر لتنفيذ عمليات تجارية مربحة خصوصاً الاتجار بالفحم. ومدينة مركا التاريخية التي تأسست في القرن العاشر المعروفة بفنونها وكثبانها الرملية؛ كانت أحد أبرز معاقل مسلحي "الشباب" بعد استيلائهم عليها في 2008. ويقع المرفأ في منطقة كانت تشرف عليها عادةً الكتيبة الأوغندية في قوة "أميصوم". وأفاد حاكم منطقة شابيلي السفلى، إبراهيم آدم، في تصريح صحفي ب "مغادرة جنود الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام المدينة، فيما دخل مقاتلو حركة الشباب دون قتال وباتوا يسيطرون عليها". وكانت القوات الحكومية وقوات الاتحاد الإفريقي تسيطر على المرفأ منذ أغسطس 2012 حين طردت منه المتطرفين منهيةً 4 سنوات من سيطرتهم عليه. وعاين سكانٌ سيطرة المسلحين على المرفأ، وذكروا أن عناصر مدججين بالأسلحة اجتاحوا المدينة حاملين أعلاماً سوداء وباشروا التحدث إلى المدنيين. وروى إبراهيم مؤمن، أحد السكان، أن قوة "أميصوم" انسحبت من المدينة في منتصف النهار وأعقبها بدقائق انسحاب جميع قوات الأمن الحكومية. وبيَّن أن "مقاتلين من الشباب مدججين بالأسلحة اجتاحوا المدينة بعد ذلك وهم يتكلمون إلى السكان في مركز المحافظة". ورفضت مصادر حكومية في مقديشو التعليق على خروج المرفأ عن سيطرة السلطات. وكان عناصر "الشباب" الذين قاتلوا جنود الاتحاد الإفريقي طُرِدوا من العاصمة في أغسطس 2011 ثم خسروا القسم الأكبر من معاقلهم، وامتنعوا في أغلب الأحيان عن خوض القتال التقليدي مفضلين العمليات والاعتداءات الانتحارية. لكنهم ما زالوا يسيطرون على عدد كبير من المناطق الريفية ويشكلون تهديداً للأمن في الصومال والبلدان المجاورة. ويطول التهديد خصوصاً كينيا حيث شُنَّ عدد كبير من الهجمات التي أسفرت إجمالاً عن مقتل أكثر من 400 شخص منذ 2013. وقُتِلَ صباح الجمعة 3 أشخاص في اعتداءٍ بسيارة مفخخة في مقديشو كان يستهدف مسؤولاً أمنيّاً في المطار الدولي ويشبه الاعتداءات السابقة للحركة المتطرفة. وباستثناء الاستيلاء على مرفأ مركا؛ لم يسيطر عناصر الحركة على مناطق مهمة منذ الهجوم الذي شنته "أميصوم" والقوات الحكومية في 2011. وكان من الصعب الاتصال ظهر أمس بالمركز الإعلامي لقوة "أميصوم" المؤلفة من حوالي 22 ألف جندي أرسلتهم أوغندا (6 آلاف) وبوروندي (5400) وإثيوبيا (4400) وكينيا (3600). وفي الأشهر الستة الأخيرة؛ تعرض عدد كبير من قواعد القوة لهجمات كبيرة ودامية. وفي منتصف يناير؛ تعرض معسكر للكتيبة الكينية كان يضم 180 جندياً للتدمير الكامل والنهب. وتؤكد "الشباب" قتلها أكثر من 100 جندي كيني في ذلك الهجوم الذي كان الثالث في جنوبالصومال خلال نصف عام. وكان مقاتلوها هاجموا في أواخر يونيو قاعدة بوروندية في ليغو، ثم معسكراً أوغنديا في جنالي وقريتين في منطقة شابيلي السفلى. وبمهاجمتها فرقاً لأبرز 3 بلدان أرسلت جنوداً إلى "أميصوم" المنتشرة في الأراضي الصومالية منذ 2007؛ تحدثت "الشباب" عن تحقيق انتصارات عسكرية باتت نادرة بالنسبة لها في السنوات ال 4 الأخيرة. وغرِقت البلاد في الفوضى منذ سقوط الرئيس، سياد بري، في 1991، ما سمح لزعماء الحرب والعصابات والمجموعات المتشددة بالسيطرة. وتحاول المجموعة الدولية إقامة حكومة مركزية في مقديشو، لكن من المتعذر إلى حدٍّ كبيرٍ على ما يبدو إجراء الانتخابات المقررة في 2016 "بسبب الوضع الأمني". وهذا الاقتراع المفترض هو الأول من نوعه منذ أكثر من 40 عاماً.