طالعتنا صحيفة «الشرق» بخبر عن أن عيِّنة من الإبل، تم فحصها، فتبيَّن أن 85 % منها مفرزة لفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية المسؤولة عن فيروس «كورونا». الصحيفة أيضاً ذكرت أن هناك 1288 من الإبل المصابة، تعافى منها 733، في حين مات منها 551، وبلغت نسبة الإبل التي ماتت 43 %. الإحصائية مفزعة، فنسبة الإبل المصابة مرتفعة جداً، مع ضعف إمكانية الشفاء «يا حي يا ميت»، وقد اكتفى وكيل وزارة الزراعة للثروة الحيوانية بالنصائح المكتوبة في ملصقات وزارة الصحة حول ضرورة التقيد بلبس الكمامات، والاعتناء بالسلامة الشخصية عند مخالطة الإبل بالنسبة إلى رعاتها. «كورونا»، مع الأسف، مستوطن لدينا، ولم يعد سببه مجهولاً، ووزارة الصحة تبذل جهوداً كبيرة من أجل مكافحته، ولكنها لن تقضي عليه مادامت مسبباته متوفرة، أما وزارة الزراعة، فتتعامل وفق مبدأ أن صحة الإبل أهم من صحة الإنسان. أعتقد أن أسعار الإبل التي قفزت مؤخراً إلى ملايين الريالات قد جعلتها ذات أهمية أكبر من حياة الإنسان مع أنها ليست كلها من النوع «المليوني»، ويمكن التخلص منها، أو حجرها حتى تشفى، وينتهي خطرها. وزارة الزراعة بما أنها أصبحت المسؤولة الأولى عن «مصدر كورونا»، وثبت بالأدلة مسؤوليتها عن تفشيه، أعتقد أنه قانوناً يحق للمتضررين مقاضاتها، ومقاضاة ملاك الإبل، الذين لا يتعاونون مع التعليمات، والخطوة المنتظرة هي أن تقوم الوزارة بحصر جميع الإبل في المملكة، وإثبات ملكياتها، وفحصها، وفرز المصاب منها وحجره صحياً، أو تكليف الملاك بالتخلص من الإبل المصابة بأسرع ما يمكن. أخيراً: أعتقد أن الإعلام يجب أن يخفف من ضغطه على وزارة الصحة، ويتجه إلى وزارة الزراعة ليوقظها من كسلها، ويحملها على تنفيذ مسؤولياتها تجاه أي إصابات جديدة، ويجب أن تعلن هذه الوزارة، التي يبدو أن الأمر لا يعنيها، حالة الطوارئ، وتنشئ غرفة عمليات للقضاء على مصدر المرض.