تعقد وزارتا الزراعة والصحة الاسبوع القادم في الرياض، اجتماعًا مشتركًا بحضور ممثلين لملاك الابل، لوضع الإستراتيجية والضوابط التي سوف يتم تطبيقها للمحافظة على الابل في المملكة وحماية المتعاملين معها من انتقال فيروس كورونا إضافة لطرح العديد من الإجراءات الوقائية والتي منها ابعاد سوق الابل عن النطاق العمراني والمدن لاكثر من 10 كيلومترات، وإقناع ملاك الابل بالتعاون مع وزارة الزراعة والصحة والبلديات وتوعيتهم باهمية استخدام الوسائل الوقائية اثناء مخالطتهم الابل وعزل الابل المصابة في اماكن حجر معينة حتى يتم معالجتها، والتأكد من سلامتها من المرض إضافة لإستراتيجية تخص حماية صحة الرعاة والمخالطين للإبل والمحافظة على الثروة الحيوانية. وأكد مدير عام الإدارة العامة لمكافحة عدوى المنشآت الصحية ورئيس منصة الوقاية من العدوى والسيطرة في مركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة الدكتور هايل العبدلي ل «اليوم» ان الاجتماع سيناقش العديد من المقترحات التي تعتبر إستراتيجية سيتم العمل بموجبها فيما يتعلق بمكافحة كورونا والمحافظة على الثروة الحيوانية خاصة الابل، إضافة إلى إقناع ملاك الابل بالتعاون مع الوزارات المعنية وتطبيق الإستراتيجية الرامية إلى القضاء على فيروس كورونا ومنع انتقاله من الابل المصابة إلى الانسان او الابل السليمة من خلال عزل الابل المصابة لحين خروج الفيروس منها إضافة إلى الإجراءات الوقائية لمخالطي الابل من الملاك والرعاة، وإبعاد الابل عن المدن والنطاق العمراني وتخصيص أسواق الإبل خارج المدن بما لا يقل عن 10 كيلومترات عن المدن. وأكد د. العبدلي ان الابل المصدر الأساسي لفيروس كورونا وهو ما يتطلب وضع إجراءات وقائية وإقناع ملاك الابل بالتعاون للقضاء على الفيروس مع المحافظة على الابل وتوعية الملاك ومخالطي الابل والرعاة بالابلاغ عن أي حالات اشتباه من خلال الرقم المجاني لوزارة الزراعة التي سوف تتولى فرقها البيطرية مباشرة أي بلاغ والفحص المستمر والمراقبة للإبل وإبلاغ وزارة الصحة لوزارة الزراعة عن أي حالات تصل مصابة من مخالطي الابل، إضافة لإلزام ملاك الابل ومخالطيها باستخدام الإجراءات الوقائية من قفازات وكمامات وغيرها من الإجراءات التي يجب ان تستخدم من قبل مخالطي الابل. وأكد انه لم يتم التوصل حتى الان الى ادوية للقضاء على فيروس «كورونا» سواء المصيب الإنسان او المصيب الابل، ولكن البحوث مستمرة والأمر يتطلب إجراءات وقائية وتعاملا حذرا مع الابل. من جانبها أكدت وزارة الزراعة أن الاجتماع يعقد بناءً على توجيهات رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية الأمير بندر بن سعود لوضع آليات وحلول عبر 10 مقترحات تختص بالحفاظ على الإبل من خلال تحسين أسواقها وبيئتها وإخراجها من المدن، وتكثيف الفحوصات الدورية لها ولملاكها، حفاظًا عليها من كورونا، وإقناع ملاك الإبل الذين ما زالوا يدافعون عنها لكونها ترتبط بحقوقهم الشخصية، وبموروث شعبي اهتموا وتعلقوا به. وتشمل المقترحات التي سيتم طرحها في الاجتماع مراعاة مصالح الجميع والحرص على عدم إصابة ونقل جميع الإبل للمرض، والمحافظة على الثروة الحيوانية، مع عدم قتل أو إتلاف وإبادة الإبل المصابة وعمل عزل لها، إضافة إلى العمل على تحسين أسواقها وبيئتها وإخراجها من المدن وإجراء فحوصات لها. وقال مدير العلاقات العامة والناطق الرسمي بوزارة الصحة فيصل الزهراني أن الاجتماع سيضم ملاك الابل لإقناعهم باهتمام الجميع بالمحافظة على الثروة الحيوانية والابل تحديدا وان كل المطلوب هو وضع إجراءات وقائية لحماية ملاك الابل ومخالطيها وحماية الابل والمحافظة عليها وان ليس هناك اهداف للقضاء على الابل، مضيفا ان من ضمن الإجراءات التي سيتم تطبيقها إبعاد حظائر الإبل عن النطاق العمراني وعزل الابل المصابة وتوعية الملاك والمخالطين بالتفهم للإجراءات الوقائية والطبية من هذا الفيروس. وكان اعلان وزارة الزراعة عن تسبب الإبل في انتشار فيروس كورونا، قد أثار غضب مُلاك الإبل في السعودية، وامتنع الكثيرون منهم عن إخضاع إبلهم للفحوصات، ما دفع وزارة الصحة إلى إصدار فتوى تجيز لها مصادرة الإبل المصابة بالفيروس وحرقها، خوفاً من انتشار المرض، مما زاد من اعتراض ملاك الابل واكدوا عدم وجود دليل صريح يؤكد مسؤولية الإبل عن انتشار المرض، كما اعترضوا على بدء وزارة الزراعة إجراءات رسمية لمنع مهرجان مزايين الإبل السنوي الذي يقام في «أم رقيبة»، الذي تبلغ مبيعاته أكثر من 500 مليون ريال، خوفاً من انتشار الفيروس، كما أكدت أن 81.5% من الإبل تحمل أجساماً مناعية و3.3% منها مفرزة للفيروس، موضحين أن الدراسات لم تكن مقنعة لكبار المُلاك الذين يملكون إبلاً تتجاوز قيمتها 20 مليار ريال، فعقدت مجموعة منهم اجتماعاً عاجلاً لمناقشة ما أثير حول تسبب الإبل في الإصابة بالفيروس، وشكلوا لجنة للدفاع عن الإبل والمطالبة باستمرار مزايين أم رقيبة، متسائلين: لماذا لم نسمع عن إصابات عند الملاك والرعاة والجزارين وزوار المهرجانات.