تُعبِّر صالحة طالبي، الأم التونسية ل 7 أبناء، عن مخاوفها من اندفاع الشُبَّان نحو التطرُّف تحت وطأة الفقر. وهي تقيم في واحدٍ من أفقر الأحياء العشوائية في مدينة القصرين؛ حيث يعاني السكان لإعالة أسرهم في انتظار تبنِّي الحكومة إجراءاتٍ لخفض البطالة. وتجمَعُ أسرة صالحة الزجاجات البلاستيكية والحصى من وادٍ قريبٍ من المنزل من أجل بيعها. وتصف الأم (38 عاماً) ظروف ذويها بمتدنية للغاية. وتشير إلى أن اثنين من أبنائها حصلا على شهادات تعليمية لكنهما لم يجدا عملاً يساعدان به الأسرة. وتقول بالعامية «برشة شباب ما يلقاش خدمة ينحرف يتحول للإرهاب.. نحبهم يعيشوا أعز معيشة ما نحبهمش يعيشوا متمرمطين ولا يعيشوا ينحرفوا ولا يمشوا للإرهاب ولا للسرقة». وبدأت احتجاجاتٌ في القصرين مطلع الأسبوع قبل الماضي، وامتدت إلى مناطق أخرى في تونس وتخلَّلها أعمال عنف وشغب، ما دفع الحكومة إلى فرض حظر تجول. وكان إيجاد فرص عملٍ المطلب الرئيس للمحتجين. وتوفِّي شاب يدعى رضا اليحياوي صعقاً بالكهرباء لدى صعوده عمود إنارة قرب مقر والي القصرين تنديداً بسحب اسمه من قائمة تعيينات حكومية. وأدى مصرع الشاب إلى اندلاع موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ انتفاضة مطلع عام 2011. ويبلغ معدل البطالة في القصرين 26%، بينما تصل في إجمالي البلاد إلى 15.3%. وتخلت آسيا نصرالي، التي تسكن بالقرب من صالحة طالبي، عن دراستها كي توفر احتياجات أسرتها من خلال جمع الرمال والحصى في الوادي بمعاونة زوجها. بدوره؛ يبدى رئيس الوزراء، الحبيب الصيد، تفهمه لمطالب الشبان، لكنه يقول إن تلبيتها تستغرق وقتاً.