خلق الله الإنسان من مشاعر وأحاسيس وغرائز وشهوات تحتاج بشكل دائم إلى الإشباع العاطفي والنفسي والروحي وفق منظومة أخلاقية وسلوكية مستمدة من السلوك الديني الموافق للفطرة السليمة، وهذا ما يعرفه علماء النفس بالتوازن النفسي واحدة من العوامل المهمة والضرورية في حياة البشر، عامل الترويح عن النفس والذي له انعكاس على شخصية الإنسان وتأثيره بالمحيط الاجتماعي الذي ترعرع فيه, وفق ثقافة ساهمت في تأصيلها العادات والتقاليد العرفية التي تساهم بشكل أو بآخر في سعادة الإنسان وشقائه، التنفيس عن الذات نعني بذلك الخروج من حالة العتمة إلى حالة النور والجمال, فنحن صنيعة أفكارنا فمتى كان التفكير منصباً في الخير كمفهوم عام كانت النتيجة إيجابية, لهذا عندما نعيش في ظل الروتين اليومي المليء بالإرهاصات والضغوط النفسية من بداية اليوم إلى نهايته يعني هذا حالة من التعب النفسي، أسباب الضغوط النفسية في حياة الإنسان كثيرة ومن أهمها بيئة العمل، التي لها تأثير مباشر على مزاج الإنسان, كالعمل خارج المنطقة وتسلط مدير الإدارة وسوء أخلاق المراجعين وقلة الراتب وعدم توفر البيئة المناسبة للعمل كمفهوم إداري، كما تلعب الأسرة الدور الأكبر في بناء أو تخفيف ضغوط الأنسان فلا نغفل أهمية المرأة في حياة الرجل فهي أما أن تكون عوناً أو فرعوناً والعكس صحيح فهي عميلة تبادلية, ويأتي ذلك من خلال توفر سبل الراحة والكلام المعسول الذي يضفي على النفس راحة وهدوء وسكينة، بإمكاننا الهروب من الضغوط من خلال وضع برنامج يقنن حياتنا من خلال تخصيص وقت للعبادة والرياضية والقراءة والتسوق والخروج مع الأسرة ومن المهم الابتعاد عن البرامج التي تسبب لنا اكتئاب مثل قنوات الأخبار السياسية والقنوات الدينية الطائفية، كذلك أولئك الذين لاهم لهم إلا مراقبة ماذا قال ذلك الضال، وذلك الفاسق ونسوا أنفسهم وعيوبهم وركزوا على عيوب الخلق، كلما كان تعلقنا بالله أكثر زادت ثقتنا في أنفسنا يقول الله تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا) والمقصود بالضنك الضيق الشديد الناتج من تراكم الضغوط والمشكلات النفسية دون توجه لله.يصور أمير المؤمنين علي رضي الله عنه النفس وتقبلها وسعادتها حتى في العبادة بالقول: « إِنَّ لِلْقُلُوبِ إِقْبَالًا وَ إِدْبَاراً فَإِذَا أَقْبَلَتْ فَاحْمِلُوهَا عَلَى النَّوَافِلِ وَ إِذَا أَدْبَرَتْ فَاقْتَصِرُوا بِهَا عَلَى الْفَرَائِضِ". متى ما سيطرت علينا الضغوط كانت النتيجة عكسية مهلكة مثل أمراض عضوية مثل السكر والضغط و أمراض القلب والشرايين، الصداع النصفي، السرطان، قرحة المعدة والإثنى عشر، التهاب القولون والمرض الخبيث أبعده الله عنكم وعنا، وأمراض نفسية كارتفاع معدل القلق إلى درجات متقدمة ومنه تتفرع أم الأمراض، الضغوط النفسية تجعل من الطفل هرماً، وبالتالي من المهم الوعي لهذه الضغوط من خلال تعزيز الثقة في أنفسنا.