«المرأة عدو المرأة» في أي مجال تلتقي فيه المرأة تطغى العداوة في صور عديدة أقربها الغيرة وأبعدها التواصي خيراً مع بني جنسها، وقد تتفاقم تلك العداوة حتى تصل إلى الحسد وقد تشتد لتعلو قمم بركان الكراهية والذم وسوء الظن، الأمر الذي لطالما تعجبنا منه يتلخص لنا بسؤال بسيط «لماذا تعادي المرأة المرأة ؟!» هل المقارنة هي السبب أم إن حب الأفضلية كان دافعاً في وجود تلك العلاقة المتوترة والأدهى والأمر من ذلك أن تعادي امرأة امرأة أخرى لا لسبب منطقي بل فقط من أجل ألا تجد امرأة تتميز عليها في العمل أو تكوين الأسرة أو غيرهما من مجالات الحياة، في حين أننا نجد من السهل على البشر أن تقتنع بأنه يجب أن تكون المرأة مناصرة للمرأة بطبيعة الحال، مخلصة لها صادقة معها، متعاطفة في كثير من قضاياها، وفي حين أن المرأة تكن العداوة للمرأة، فمن الطبيعي أن يحل الرجل بديلا وهذا مالا يحمد عقباه في بعض الأحيان مع ضعاف النفوس. لنا بعض الأمثلة الحياتية لتلك العداوة فعندما تتزوج المرأة تجد المشكلات والبغضاء من قبل شقيقات الزوج أحياناً وأحياناً أخرى من أمه، فلا يكون هناك سبب لذلك الأذى إلا أنه من غيرة النسوة من بعضهن البعض، وحينما تحصل المرأة على وظيفة فإن زملاء العمل أكثر نفعاً وإخلاصاً لها من الزميلات وذلك لأن الشعور بالأنانية يطغى على الصدق والشفافية بالتعامل بينهن وتشتكي كثير من الموظفات في شتى القطاعات أن المديرات في الأقسام النسائية ترفض رفضاً باتاً أن تتواصل إحدى الموظفات أو أن ترفع شكوى أو تشارك برأيها دون المرور على تلك المديرة ليس لتحقيق الأنظمة ومراعاة للقوانين والسلم الإداري بل لأن تلك المديرة تخاف على منصبها من أن يخطف من أي موظفة أكثر إنتاجية أو أوسع إدراكاً وأشمل معرفة، طالما أن المرأة العاطفية بفطرتها فإنها تقيس علاقتها بالأخريات على هذا المقياس حينها تعزل المنطق في أحكامها وشتى تعاملاتها، فلا عجب إن استقبلت إحداهن صديقة وعندما تودعها تفتح بعد رحيلها حواراً يدور عنها بغيبة أو نميمة. بطبيعة الحال فإن المرأة خلقت بطبيعتها مكنونة بمشاعر الغيرة وعدم تقبل وجود امرأة أفضل منها ولو بلغت من الثقافة والعلم والأدب ما بلغت إلا أن هذه الطبيعة تبقى ملازمة معها العمر كله، في حين أن بعض النساء يتحلين بحسن الخلق والصدق فتجد مثل هؤلاء تجاهد نفسها على إحقاق الحق وعدم بخس الأخريات من حقوقهن أو حتى إنكار من يمتلكن من جمال أو ذكاء وغيرهما من المحاسن التي تستحق الإشادة والذكر. وختاماً لو أن المرأة أدركت حقيقة أن البشر لا تتحصل بيدها شيء وأن الأرزاق والأقدار وحتى الجمال يوزع من لدن حكيم عليم، لما ضرها جمال ولما أساءها ذكاء غيرها ولتعاملت المرأة مع المرأة بتقوى ومراعاة لله تعالى ومن ثم بحب وإخلاص ولكن تنقص العقول وتزداد العواطف بالسوء في تلك الأمور حتى تصل للحد الذي يسيئنا ولا يرضينا وهو الواقع المرير في عداوة المرأة للمرأة.