أكد خطيبا الحرمين الشريفين أن بلاد الحرمين الشريفين هي قلب العالم الإسلامي وما يصدر منها تتردد أصداؤه في أرجاء العالم في الدين والاقتصاد والسياسة، فهو بلد أنعم الله على أهله بالأمن والاستقرار وأكرمهم بتطبيق شرع الله و الاستمساك بهذه المكتسبات والعمل بيد واحدة ضد كل من يريد تقويض هذا البنيان أو زعزعة هذه الكيان، محذّرين الشباب من الأسباب التي توقعهم وتوقع أمتهم ومجتمعاتهم في مزالق الهوى وخطوات الشيطان. وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد في خطبة الجمعة اليوم، أن التوفيق طريق التقوى والشكر سبيل الهدى ومن غفل عن نعم ربه أو استقلها أو جحدها وكفرها وكله الله إلى نفسه فيستدرجه بهذه النعم حتى يهلكه بها أو يسلبها منه أو يغيرها عليه بضدها مبيناً أن نعم الله ما حفظ موجودها بمثل عبادته وما استجلب مفقودها وطلب مزيدها بمثل شكره وطاعته داعياً إلى الحذر من التنكر والجحود والغفلة والتبرم الممزوج بالمقت والتسخط. وأضاف أن المتأمل والمتابع لما يدون في مواقع التواصل الاجتماعي وما تطفح به وسائل الإعلام من عبارات التنذر وصور الاستهانة والغفلة كتابة وصوتا وصورة ومما يلاحظ من مسالك بعض الناس من صور البطر ومظاهر الإسراف والمباهاة والتفاخر قد يكون ذلك كله مؤشرا على كفران النعم واستبلاء الغفلة في عبارات وتدوينات وتعليقات وتجاوزات في تكبير للصغير وتصغير للكبير يتتبعون النقائص ويتصيدون الأخطاء وقد يكذبون مئات الكذبات ويثيرون ألوان الإثارات خاصة إذا كان مثل هذه الإثارات والتعليقات تتعلق بهذا البلد المبارك وهذا المجتمع الطيب موضحا أن المسؤولية والحذر والشكر كلها تقتضي النظر والتفكير والتدبر. وخاطب الشيخ بن حميد الجميع في هذه البلاد المباركة قائلاً : " لا تقتلوا أنفسكم ولا تمزقوا مجتمعكم ولا تكفروا نعم ربكم ولا تهزوا استقرار وطنكم بانفعالات وتغريدات مهلكة، حافظوا على اتزانكم والتزموا براقيات المبادئ وشامخات القيم " مؤكداً أنه في مثل هذه الظروف يجب أن يشرق نور التلاحم وتتلاشى ظلمات المشاحنات وتتجلى مظاهر الشكر والإحسان في الصرف والترشيد في الانفاق. وأردف، أنه من الجميل أن يعود المجتمع على نفسه بالنقد والمحاسبة فكما تنقد الدول والحكومات تنتقد الشعوب والمجتمعات ومع الأسف فإن الثقافة المعاصرة جعلت نقد الحكومات هو الأسهل وتعجز وتضعف أن تنتقد نفسها أو مجتمعها أو تراجع مسالكها وتصرفاتها مشيراً إلى أن أي دعوة أو كلمة أو تعليق أو تدوين يولد حقداً أو يبعث على فرقة أو يثير نعرة فهو دعوة جاهلية وإن من واجب الشكر والاعتراف بالنعم أن يستشعر الجميع الحفاظ على هيبة الدولة التي تريد بكل جدية وحزم وصرامة فرض الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب وكل من تسول له نفسه زعزعة الأمن أو تكدير صفو عيش الناس لافتا الانتباه إلى أنه من الجميل لدى العاقل المتبصر الذي يشكر النعم ويخشى حلول النقم أن يقارن بين ما تبذله الدولة في سبيل عزة الأمن وقوتها والدفاع عنها وعن دينها ومقدساتها ومحاولات النيل من مكانتها وقوتها وبين بعض مظاهر الإسراف في بعض الناس في مأكلهم ومشاربهم وملابسهم ومراكبهم في صور من البطر والمبالغات والمفاخرات والتي يخشى منها زوال النعمة والتحول العافية وفجاءة النقمة وحلول السخط. وأبان إمام وخطيب المسجد الحرام أن المتابع قد أدرك أن عواصف الحزم ورايات الأمل هي التي تجسد مصالح الأمة الحقيقية وقال إن عاصفة الحزم دللت على أن هذه الدولة خلال عقود ولله الحمد قد بنت قدرات بشرية وكفاءات وطنية ورجالات أشاوس في مختلف القطاعات والتخصصات، مشيراً إلى أنه مشروع بناء دولة قوية ضاربة الجذور تقف دون أطماع الطامعين وأحلام الحالمين وتحول دون من يخطط من أجل تمزيق هذا الكيان إلى دويلات متفرقة متناحرة كما يفعلون في بعض دول الجوار مؤكداً أن هذه الدولة المباركة دولة كبيرة غنية بفضل الله قادرة بإذن الله على حماية نفسها والمقيمين على أرضها وفيها كفاءاتها ورجالها وتدير حرباً ضروساً ضد أعداء الأمة والإسلام بتوفيق الله من خلال مصداقيتها وما كتب لها من قبول. وأكد أن النعمة الحقيقية بعد حفظ الدين هي نعمة الصحة والأمن ورغد العيش الذي يعيشه أهل البلاد ولله الحمد ويفتقده من يفتقده خاصة بعض دول الجوار رفع الله عنهم كربهم وجمع كلمتهم وحفظهم ولم شملهم وحفظ بلادهم. وتابع، هذه الدولة غنية وقوية تسعى لترشيد الإنفاق وكفاءته وليس لتقليله أو تقليصه فالتنمية مستمرة والمشاريع قائمة مع إصلاحات اقتصادية ومالية واستشراف للمستقبل وترسيخ للدور الرقابي مشيراً إلى أنه ليس ضامناً للأمن بإذن الله إلا العلاقة الوثيقة بين الدولة والأمة المبنية على السمع والطاعة والنصح والرضا والشكر والاعتراف بنعم الله الوارفة والحذر من البكر والإسراف والتباهي. وحذر، أن يكون الثمن المدفوع هو ضياع الدين وسلامة الوطن وأمنه ووحدته وتبديد ثرواته داعياً إلى دعم ترك الفرصة للحاقدين والمغرضين والمتربصين والكائدين لينالوا من هذه الوحدة المباركة والاستقرار والعيش الرغيد والإكثار من رسائل الشكر وتغريدات الرضا وتذكر النعم والثقة والولاء والوحدة والتصدق والإحسان لأن الله يحب المحسنين ويجزي المتصدقين وقال إن الحفاظ على الدولة لا يتعارض مع المطالبة بالفضل والتطلع إلى الأحسن ولكن المصلح الصادق هو الذي لا تحركه مصالحه الشخصية ولا هو بالمتشفي ولا الذي يستهدف ثبات الدولة وهويتها وعوامل قوتها مشيراً إلى أن ثبات الدولة هو السعي في الإصلاح ليس بكسر الأضلاع وليس من النقد أن يظهر الناقد بلده وكأنه لا خير فيه ومن حرم العدل حرم التقوى. وفي المدينةالمنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ، إن نعمة الشباب وأهمية استفادة العبد المسلم من الوقت الثمين لشبابه في طاعة الله والتقرب إليه سبحانه وتعالى، وإن الشباب في الأمة محط الأنظار ومعقد الآمال ومشاعل الحاضر وبناة المستقبل ومن هنا أحاطتهم التوجيهات الإسلامية والعناية التامة والخاصة ليكونوا قوة الأمة ونهضتها. وبين أن وقت الشباب ثمين لا عوض له وزهرة لا مثيل لها فيجب على كل موفق في هذه الحياة أن يغتنم شبابه في طاعة الله وأن يعمره بطاعة ربه والتقرب إليه سبحانه وأن يكون في جهاد لا يفتر في مصارعة الهوى والنفس والشيطان مستشهداً بحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (اغتنم خمساً قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك). وأضاف، الشيخ حسين، شباب الإسلام على أن يغتنموا هذا الوقت العظيم وقت شبابهم في طاعة الله سبحانه وتعالى تحت ظل الأوامر الربانية والتوجيهات النبوية لينالوا العاقبة الحسنة في الدنيا والفوز الأعظم عند الرب الأكرم وقال إن أعظم منة أن يوفق الله سبحانه العبد في شبابه ليغتنمه في طاعة مولاه والمسارعة لرضاه سبحانه والبعد عن نواهيه مبيناً أن المسلم مسؤول عن هذه النعمة ومحاسب عن هذه المنة. وأشار إلى أن في صلاح الشباب صلاح الأمة فلا تسعد الأمة الإسلامية إلا حينما يكونوا شبابها كما كانوا في العهد الأول صلاح في الدين وجد في كل عمل مثمر وفعل خير. وقال يجب على الشباب المسلم اليوم أن يكون كما كان في العهد الأول عهد عزة الإسلام والمسلمين كيساً فطناً فلا يستجيب إلى مالا يحقق للإسلام غاية ولا يرفع للحق راية فكم يحرص أعداء الإسلام بكل السبل أن يوقعوا الشباب في مطايا المهالك ومسالك الغواية والبعد عن القيم الإسلامية السامية والمبادئ الإسلامية السمحة اليسيرة التي تسلك بالشباب مناهج الوسطية والاعتدال وتقود إلى رعاية المصالح وجلب المنافع للنفس وللأمة. وخاطب فضيلته الشباب قائلاً : " أيها الشباب احرصوا على تفويت الفرصة على أعداء الإسلام وذلك لا يكون إلا أن تحملوا بصدق وإخلاص مشعل الإيمان والعقيدة الصحيحة والتحلي بالعلم الصالح والعمل النافع "، مبيناً أن شباب الإسلام اليوم تتقاذف بهم أمواج الفتن من أفكار منحرفة وضالة وشهوات جامحة وغزو فكري لا ساحل له فهم في ضرورة ملحة إلى الالتحام بعلماء الأمة المشهود لهم في الأمة بالعلم والورع والديانة والصلاح والعقل والثبات خاصة في قضايا مهمة حصل من الخطأ في فهمها نتائج وخيمة عبر تاريخ الأمة المحمدية كقضية التكفير وقضية الولاء والبراء ومسائل الإنكار كالبيعة والجهاد. وأردف إمام وخطيب المسجد النبوي، أن العلماء مسؤولون عن تلك الأمانة فعلى العلماء والدعاة إجادة الطرح والاتزان في المعالجة والحذر من المسارعة في الفتاوى إلا بعد فهم عميق وعلم دقيق. وأوضح أن شباب الأمة حينما ينعمون بنعمة العاطفة الجياشة لهذا الدين دين الإسلام فذلك محمود في الآخرة والأولى ولكن بشرط أن تكون العاطفة محكومة بعلم الوحى والهدي النبوي. كما دعا شباب هذه البلاد أن يحمدوا الله على نعمه المتعددة وعلى نعمة الأمن والأمان وأن يكونوا خير من يدافع عن أرض الحرمين بالحرص على توحيد الكلمة ورص الصف والسير في دروب الإصلاح والصلاح وعدم مفارقة الجماعة.