تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي في المدينةالمنورة، الشيخ حسين آل الشيخ عن نعمة الشباب، وأهمية استفادة العبد المسلم من الوقت الثمين لشبابه في طاعة الله، والتقرب إليه سبحانه وتعالى. وقال "فضيلته": إن الشباب في الأمة محط الأنظار، ومعقد الآمال، ومشاعل الحاضر، وبناة المستقبل؛ ومن هنا أحاطتهم التوجيهات الإسلامية والعناية التامة والخاصة ليكونوا قوة الأمة ونهضتها. وبين أن وقت الشباب ثمين لا عوض له، وزهرة لا مثيل لها فيجب على كل موفق في هذه الحياة أن يغتنم شبابه في طاعة الله، وأن يعمره بطاعة ربه والتقرب إليه سبحانه، وأن يكون في جهاد لا يفتر في مصارعة الهوى والنفس والشيطان، مستشهداً بحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (اغتنم خمساً قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك). وحث فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ شباب الإسلام على أن يغتنموا هذا الوقت العظيم وقت شبابهم في طاعة الله سبحانه وتعالى تحت ظل الأوامر الربانية والتوجيهات النبوية؛ لينالوا العاقبة الحسنة في الدنيا والفوز الأعظم عند الرب الأكرم، وقال: إن أعظم منة أن يوفق الله سبحانه العبد في شبابه ليغتنمه في طاعة مولاه والمسارعة لرضاه سبحانه، والبعد عن نواهيه مبيناً أن المسلم مسؤول عن هذه النعمة ومحاسب عن هذه المنة. وأشار إلى أن في صلاح الشباب صلاح الأمة، فلا تسعد الأمة الإسلامية إلا حينما يكون شبابها كما كانوا في العهد الأول صلاحاً في الدين، وجداً في كل عمل مثمر وفعل خير. وحذّر فضيلته شباب المسلمين من الأسباب التي توقعهم، وتوقع أمتهم ومجتمعاتهم في مزالق الهوى، وخطوات الشيطان قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ). وقال يجب على الشباب المسلم اليوم أن يكون كما كان في العهد الأول عهد عزة الإسلام والمسلمين كيساً فطناً؛ فلا يستجيب إلى ما لا يحقق للإسلام غاية ولا يرفع للحق راية، فكم يحرص أعداء الإسلام بكل السبل أن يوقعوا الشباب في مطايا المهالك ومسالك الغواية، والبعد عن القيم الإسلامية السامية والمبادئ الإسلامية السمحة اليسيرة التي تسلك بالشباب مناهج الوسطية والاعتدال، وتقود إلى رعاية المصالح وجلب المنافع للنفس وللأمة. وخاطب فضيلته الشباب قائلاً: "أيها الشباب، احرصوا على تفويت الفرصة على أعداء الإسلام، وذلك لا يكون إلا أن تحملوا بصدق وإخلاص مشعل الإيمان والعقيدة الصحيحة، والتحلي بالعلم الصالح والعمل النافع"، مبيناً أن شباب الإسلام اليوم تتقاذف بهم أمواج الفتن من أفكار منحرفة وضالة وشهوات جامحة وغزو فكري لا ساحل له، فهم في ضرورة ملحة إلى الالتحام بعلماء الأمة المشهود لهم في الأمة بالعلم والورع والديانة والصلاح والعقل والثبات، خاصة في قضايا مهمة حصل من الخطأ في فهمها نتائج وخيمة عبر تاريخ الأمة المحمدية، كقضية التكفير، وقضية الولاء والبراء، ومسائل الإنكار كالبيعة والجهاد. وقال: إن العلماء مسؤولون عن تلك الأمانة فعلى العلماء والدعاة إجادة الطرح والاتزان في المعالجة، والحذر من المسارعة في الفتاوى إلا بعد فهم عميق وعلم دقيق. وأوضح أن شباب الأمة حينما ينعمون بنعمة العاطفة الجياشة لهذا الدين دين الإسلام فذلك محمود في الآخرة والأولى، ولكن بشرط أن تكون العاطفة محكومة بعلم الوحى والهدي النبوي. ودعا فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي شباب هذه البلاد أن يحمدوا الله على نعمه المتعددة، وعلى نعمة الأمن والأمان، وأن يكونوا خير من يدافع عن أرض الحرمين بالحرص على توحيد الكلمة، ورص الصف، والسير في دروب الإصلاح والصلاح، وعدم مفارقة الجماعة.