قُتِلَ 19 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات بجروح بعدما اقتحم مسلحون متشددون جامعةً في إقليم خيبر بختون خوا شمالي غرب باكستان، في وقتٍ تضاربت الإشارات الصادرة من حركة طالبان الباكستانية عن تبنِّي الهجوم. وأعلن متحدثٌ كبيرٌ في الحركة مسؤوليتها، لكن متحدثاً رسمياً باسمها نفى ذلك، مؤكداً تنافي العملية مع الإسلام. ورجَّح مسؤول أمني ارتفاع عدد القتلى إلى 40 شخصاً في جامعة باتشا خان في مدينة تشارسادا. وأعلن انتهاء الجيش من تمشيط الحرم الجامعي بعد 6 ساعات من بداية اقتحامه، مؤكداً مقتل 4 مسلحين. وأبلغ متحدث باسم عمال الإنقاذ، يُدعَى بلال أحمد فيضي، عن انتشال 19 جثة بينها جثث طلاب وحراس ورجال شرطة وأستاذ واحد على الأقل قالت وسائل الإعلام إنه يُدعَى سيد حامد حسين. وأظهرت لقطات تليفزيونية مقتل معظم الضحايا نتيجة إطلاق الرصاص في الرأس على غرار عمليات الإعدام. ونسبت الشرطة إلى المسلحين اتخاذهم من الضباب الكثيف ستاراً وتسلُّق أسوار جامعة باتشا خان ثم الدخول إلى المباني وإطلاق النار على الطلاب والأساتذة في قاعات المحاضرات وأماكن الإقامة. وأبلغ طلاب وسائل الإعلام أنهم شاهدوا شباناً يحملون بنادق من طراز كلاشنكوف يقتحمون أماكن الإقامة حيث كان كثير من الطلاب نائمين. وروى طالب لقناة إخبارية من سريره في مستشفى مقاطعة تشارسادا «جاءوا من الخلف وكانت هناك جلبة كبيرة، طُلِبَ من المدرسين الرحيل على الفور، واختبأ بعض الأشخاص في دورات المياه». ووقع الاقتحام بينما كانت الجامعة تستعد لاستضافة منتدى لإلقاء الشعر بعد الظهر إحياءً لذكرى وفاة خان عبدالغفار خان، وهو ناشطٌ ينتمي إلى قبائل البشتون وسُمِّيَ الحرم الجامعة على اسمه. وذكر نائب رئيس الجامعة، فضل رحيم، أن أكثر من 3 آلاف طالب يدرسون فيها وأن 600 زائر حضروا إلى الحرم الجامعي بمناسبة المنتدى الشعري. وأعلن عمر منصور، وهو قيادي كبير في طالبان الباكستانية شارك في الهجوم على مدرسة يديرها الجيش في ديسمبر 2014، مسؤولية الحركة عن هجوم أمس. وقدَّر عدد المنفذين ب 4 استهدفوا الجامعة «لأنها مؤسسة حكومية تدعم الجيش». لكن المتحدث الرسمي باسم الحركة، محمد خرساني، نفى ذلك عبر بيانٍ مكتوب. وجاء في البيان «نعتبر الشبان الذين يدرسون في مؤسسات غير عسكرية بناة المستقبل ونعتبر سلامتهم وحمايتهم واجبنا». ولم يتضح على الفور سبب تضارب إعلان المسؤولية. بدوره؛ أفاد الجيش بعد الظهر بمقتل المسلحين الأربعة. وأكد المتحدث باسم الجيش، الجنرال عاصم بجوى، أن «العملية انتهت وتم إخلاء الجامعة». وشاهد مسؤول أمني مطلع على العملية جثث المهاجمين الأربعة وقد مزقها الرصاص، مبيِّناً أنهم لم يرتدوا سترات ناسفة لكنهم كانوا يحملون أسلحة وقنابل. وأظهرت لقطات تليفزيونية الجنود وهم يدخلون الحرم الجامعي، في وقتٍ اصطفت سيارات الإسعاف خارج البوابة الرئيسة، بينما واسى الأهالي القلقون بعضهم بعضاً. وأوضح صابر خان، وهو محاضر في قسم اللغة الإنجليزية، أنه كان يهمّ بمغادرة مكان إقامته عندما بدأ إطلاق النار. ولاحظ أن «معظم الطلاب والعاملين كانوا في قاعات المحاضرات عندما بدأ إطلاق النار»، متابعاً «ليست لدي أي فكرة عما يجري لكني سمعت مسؤولاً أمنياً يتحدث في الهاتف إلى شخصٍ ما ويقول إن أناساً كثيرين سقطوا بين قتيل وجريح». وقتلت باكستان المئات ممن يُشتبَه في تشددهم أو اعتقلتهم في إطار حملة لمكافحة الإرهاب. ودخلت الحملة حيز التنفيذ بعد مذبحة نُفِّذَت في مدرسة في ديسمبر 2014 في شمال غرب البلاد وأودت بحياة 134 تلميذاً. وتعهد رئيس الوزراء، نواز شريف، في بيانٍ بمواصلة مواجهة الإرهاب، مشدِّداً «إننا عازمون وماضون في التزامنا باستئصال الإرهاب من وطننا».