قُتِل عشرات الطلاب والعاملين في جامعة باتشا خان قرب بيشاور أمس، إضافة إلى عدد من عناصر قوى الأمن الباكستانية، بعد تسلّل أربعة من مسلحي الجناح المنشق عن «طالبان باكستان» إلى الجامعة، وإلقائهم قنابل وتبادلهم إطلاق نار مع الحراس وقوى الأمن التي سارعت إلى التدخل. وأشار الناطق باسم القوات المسلحة الباكستانية الفريق عاصم باجوا إلى أن المسلحين اقتحموا الجامعة، في ظل ضباب كثيف لفّ المنطقة. وأكد أن قوات من الجيش تمكنت بالتعاون مع الشرطة وحرس الجامعة، من قتل المسلحين الأربعة ووضع حد لاحتجازهم عشرات الطلاب والمدرّسين، رهائن. ودان البيت الأبيض الهجوم الذي سلّط الضوء على خلافات بين «طالبان باكستان» بزعامة الملا فضل الله، والجناح المنشق عنها بزعامة عمر منصور الذي شن هجوماً في كانون الأول (ديسمبر) 2014 على مدرسة تابعة للجيش في بيشاور، ما أسفر عن سقوط 150 قتيلاً، كما قاد إلى عملية واسعة للجيش في مناطق القبائل. وتبنّى عمر منصور الهجوم في رسائل إلى وسائل إعلام محلية، مهدداً الجامعات والمدارس والمعاهد العسكرية بأنها ستكون ضمن أهداف مجموعته في الأيام المقبلة. كما توعد مراكز الأمن والجيش والقوات الباكستانية في كل المناطق. في المقابل، دان محمد خرساني الناطق باسم «طالبان باكستان» الهجوم على الجامعة، معتبراً أنه مُخالِف للشريعة، ومشيراً إلى أن «طلاب الجامعات يشكّلون مستقبل باكستان وشعبها ولا يجوز المس بهم». وهدد خرساني بمحاسبة كل من يسيء استخدام اسم الحركة، واقتياده أمام محاكمها الشرعية. وأبلغ شهود «الحياة» أن 29 طالباً وعاملاً في الجامعة إضافة إلى أربعة من المسلحين قتلوا، وأن ستين شخصاً جرحوا بينهم 19 إصاباتهم حرجة. وأمرت الحكومة المحلية بتعطيل المؤسسات التعليمية في محافظة تشار صدة حيث نُفِّذ الهجوم أمس إلى نهاية الشهر الجاري، وفُتِح تحقيق واسع في تسلُّل المسلحين إلى الجامعة. وسبق الهجوم مهرجاناً شعرياً كانت الجامعة تعتزم إقامته ظهر أمس في مبناها في ذكرى وفاة القائد البشتوني القومي باتشا خان الذي رفض فكرة إنشاء باكستان، وتمسّك بوحدة شبه القارة الهندية (بذلك نال عضوية في البرلمان الهندي مدى الحياة). كما دعا إلى إنشاء دولة خاصة بالبشتون تضم المناطق البشتونية في باكستان وأفغانستان، وتبنى الفكر اليساري القومي، وهو ما تعارضه «طالبان باكستان» وتراه خروجاً على الشريعة يوجب قتل صاحبه. وتفقّد قائد الجيش الباكستاني الجنرال رحيل شريف الجامعة، فيما أرسل رئيس الوزراء نواز شريف الموجود في دافوس، وفداً حكومياً ليعود المصابين.