فيما أعلنت الأممالمتحدة تأجيل مفاوضات السلام في اليمن؛ اعتبرت الحكومة الشرعية أن إنقاذ الوضع الإنساني «لا يحتاج إلى واسطة على الإطلاق»، متطلعةً إلى تعاون الولاياتالمتحدة معها في ملفات «الإغاثة الإنسانية» و»الأعمال التنموية» و»إعادة الإعمار». وجزم المتحدث باسم الأممالمتحدة، المصري أحمد فوزي، أمس بأن الجولة الثالثة من المفاوضات، التي كان مقرراً إطلاقها الخميس المقبل في جنيف السويسرية، لن تبدأ في موعدها و»قد تتأجل أسبوعاً أو أكثر». وأفاد بسعي المبعوث الأممي الخاص بالأزمة، الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى اجتماع الطرفين في ال 20 من الشهر الجاري، لكنه أقرَّ بأن «إقناعهما بالتوافق على مكانٍ يستغرق بعض الوقت». وكشف المتحدث عن استهداف المبعوث التوجُّه إلى «مكانٍ في المنطقة، وبالتالي فإن خياره الأول هو العثور على موقع مقبول بالنسبة إلى جميع الأطراف في المنطقة، لكن بالتأكيد يبقى خيار سويسرا دائماً في ذهنه». في غضون ذلك؛ أكد رئيس الحكومة الشرعية نائب رئيس الجمهورية، خالد بحاح، أن إنقاذ الوضع الإنساني وإيصال المواد الإغاثية إلى المناطق المتضررة والمُحاصَرة من قِبَل المتمردين وذات الاحتياج لا يتطلب أي واسطة على الإطلاق. وندَّد بممارسات مسلحي ميليشيات (الحوثي- صالح) بحق سكان مدينة تعز المحاصَرة «بما يتنافى مع الأعراف الإنسانية ويحمِّلهم المسؤولية الأخلاقية والتاريخية أمام الجميع»، مشيراً إلى بذل حكومته ولجان الإغاثة التابعة لها جهوداً للوصول إلى كافة المناطق التي يحاصرها الانقلابيون رغم التحديات القائمة. ولاحظ بحاح، لدى استقباله أمس السفير الأمريكي لدى اليمن ريتشارد ريلي والمدير القُطري لشؤون شبه الجزيرة العربية في الخارجية الأمريكية إلين جيرمين، أن «العبث الذي يمارسه الطرف الآخر وارتكابه عدداً من الجرائم ضد المدنيين يكشفان عدم صدق نواياه وسعيه إلى مواصلة أعمال الانقلاب التي تعيق عملية استعادة الدولة وتنفيذ كافة القرارات الأممية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2216 إضافةً إلى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني». ولفت في المقابل إلى ترحيب الشرعية مُمثَّلةً في الرئاسة ومجلس الوزراء بأي خطوات جادة من أجل تحقيق سلام حقيقي ودائم. وتطلَّع بحاح إلى تلقي دعم من الولاياتالمتحدة في مجالات الإغاثة الإنسانية والعملية التنموية وإعادة إعمار ما خلَّفته الميليشيات من دمارٍ في مختلف المدن. وجددت المسؤولة الأمريكية جيرمين بدورها التأكيد على اهتمام بلادها بدعم جهود الحكومة الشرعية لإنهاء معاناة اليمنيين في ظل استمرار الانقلاب.