تعهد محافظ عدن ب «حسم المعركة» في المحافظة الواقعة جنوبي اليمن لصالح «الأمن والاستقرار»، بعد ساعاتٍ من نجاته ومسؤولَين آخرَين أحدهما محافظ لحج القريبة من محاولة اغتيال. ميدانياً؛ أعلنت مصادر المقاومة الشعبية في محافظة تعز غرباً تحقيق تقدمٍ ميداني وتكبيد قوات الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح 31 قتيلاً و100 جريح على جبهتي ثعبات والجحملية. ونجا محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، ومدير أمنها، اللواء شلال علي الشائع، ومحافظ لحج، ناصر الخبجي، من تفجير سيارة مفخخة استهدف موكبهم صباح أمس وقتل اثنين من مرافقيهم وأصاب سبعة آخرين، بحسب مصادر أمنية. وأتى التفجير غداة تنفيذ قوات الأمن في المحافظة مداهماتٍ أسفرت عن توقيف متطرفٍ يُشتبَه في انتمائه إلى تنظيم «القاعدة» الإرهابي. وأفادت المصادر الأمنية بانفجار السيارة المفخخة لدى مرور موكب المسؤولين الثلاثة في حي الإنماء. وأظهرت حصيلة أوَّلية عن الضحايا مقتل مرافقٍ وإصابة ثمانية، لكن أحد الجرحى تُوفِّيَ لاحقاً، بينما لم يُصَب المسؤولون الثلاثة. وأوضح مسؤول محلي أن التفجير وقع أثناء عودة المسؤولين إلى مدينة عدن، مركز المحافظة، بعد زيارتهم معسكراً لقوات التحالف العربي. واستعادت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المدعومة بالتحالف المحافظةَ و4 محافظات أخرى في الجنوب الصيف الماضي. لكنها تواجه خروقات أمنية بسبب أفعال ما وصفتها الحكومة الشرعية ب «جماعات تخريبية». وتولَّى عيدروس الزبيدي مهمته في ديسمبر الفائت إثر مقتل سلفه، اللواء جعفر سعد، في تفجير سيارة مفخخة تبنَّاه تنظيم «داعش». وأتت محاولة اغتيال المحافظ الجديد بعد ساعات من تنفيذ قوات أمنية مساء الإثنين حملات دهم لتوقيف متشددين بعد دخول حظر تجوُّل ليلي حيز التنفيذ. وصدر قرار الحظر في عدن بسبب مواجهات دامية في محيط ميناء المعلا أدت الأحد إلى مقتل 22 شخصاً وأرجعت الحكومة اندلاعها إلى رفض مسلحين غير نظاميين إخلاء مواقعهم في الميناء وتسليم أسلحتهم إلى الجنود. وإثر المداهمات الأخيرة؛ أبان مسؤولون محليون وشهود أن «من بين الموقوفين في حي التواهي محمد اللحجي» الذي يُعتقَد أنه مسؤول تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية». ولفتت المصادر إلى توقيف اللحجي مع اثنين من مرافقيه ما أدى إلى اندلاع اشتباكات وإصابة شرطي بجروح. وكان اللواء الشائع شدد، في تصريحات أمس الأول، على عزم القوات تطهير كافة الأحياء من الإرهابيين، في وقتٍ كشف مسؤول في مكتب المحافظ عن توجُّه لتفتيش ومداهمة جميع المنازل في حيي التواهي والمعلا المجاور له بشكل تدريجي. وبعد نجاته؛ توعد الزبيدي من سماهم «زارعي الموت»، وأبدى ثقته في أنهم «لن يقفوا أمامنا لتثبيت الأمن والاستقرار مهما كان الثمن». وتوقَّع في تصريحات صحفية «حسم المعركة خلال أيام قلائل لصالح الأمن والاستقرار». في غضون ذلك؛ أبلغت مصادر في مدينة تعز أمس عن مقتل 31 مسلحاً حوثياً وإصابة أكثر من 100 آخرين بعد إحراز قوات الشرعية «تقدماً مهماً» على جبهتي ثعبات والجحملية. وتحدث أحد المصادر عن «اشتباكات شرسة بين جنود الجيش الوطني المسنودين بالمقاومة في ثعبات والجحملية من جهة والميليشيات المتمردة من جهة ثانية». وأفاد ب «استخدام الميليشيات مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدافع»، مشيراً إلى تمكن المقاومة من تطهير مبنى للهلال الأحمر والتقدم نحو إحدى المدارس و«تكبيد الانقلابيين عشرات القتلى والجرحى»، في وقتٍ قُتِلَ 12 مقاوماً وأصيب 55 آخرون. وبالتزامن؛ واصلت الميليشيات قصف أحياء في المدينة بالمدفعية ما أفضى إلى مقتل 3 مدنيين وإصابة أكثر من 20 آخرين. وتخضع أحياءٌ في تعز لحصارٍ من قِبَل الحوثيين وحلفائهم منذ أشهر، ما أثر سلباً على الوضع الإنساني فيها في ظل احتجاز الميليشيات شاحنات محملة بمساعدات إغاثية.