واصلت القوات الهندية أمس القتالَ لتأمين قاعدة بتنخوت الجوية في إقليم البنجاب قرب الحدود مع باكستان. وفي حصيلةٍ قابلةٍ للتغير؛ أسفرت مهاجمة متشددين للقاعدة فجر السبت عن مقتل 7 عسكريين وإصابة 20 آخرين، فيما تأكَّد مقتل أربعةٍ من المهاجمين. ومع حلول ليل الأحد؛ لم يتضح بعد إن كان لايزالُ اثنان أو أكثر من المتشددين داخل الموقع العسكري الذي يضم مقاتلات. و»لا يمكن إعلان تطهير المنطقة تماماً»، بحسب المارشال الجوي، أنيل خوسلا. وأبلغ وزير الداخلية الهندي، راجيف مهريشي، الصحفيين بتطلُّعه إلى «قتل الاثنين الآخرين اللذين يُعتقَد أنهما طليقان خلال الليل». وبدون العثور على جثتيهما لا يمكن تأكيد مقتلهما. وتتناقض تصريحات مهريشي مع بيانات صدرت سابقاً عن وزارة الداخلية ومسؤولين عسكريين قالوا إن المسلحَين قُتِلا. ويأتي الهجوم الذي نفذه مسلحون تنكَّروا في زي عسكري بعد أسبوع من زيارة غير مقرَّرة قام بها رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إلى باكستان حيث التقى نظيره، نواز شريف، في مسعى لإحياء المحادثات بين الجارتين النوويتين. ورأت مصادر أن الهجوم يحمل بصمات هجمات سابقة يُشتبَه أن جماعات متشددة مقرها باكستان شنتها، مما يسلط الضوء على هشاشة الجهود التي بُذِلَت مؤخراً لإحياء المحادثات الثنائية بين البلدين. ولم تعلن أي جماعة على الفور مسؤوليتها عن التسلل إلى قاعدة بتنخوت التي تضم طائرات من طراز «ميج- 21» ومروحيات عسكرية. وأدانت إسلام آباد العملية، وأكدت عزمها تعزيز حسن النية الذي نشأ عن اجتماع مودي وشريف الشهر الماضي. والقاعدة المُهاجَمةُ عبارة عن مجمعٍ مترامي الأطراف يقع على بعد 25 كيلومتراً من الحدود. وتحدَّث زعماء هنود عن «بطولة القوات المسلحة» خلال تبادلٍ لإطلاق النار في الموقع دام 15 ساعة أمس. وشدَّد مودي على أن «القوات المسلحة لم تسمح لأعداء الإنسانية بأن يحقِّقوا نجاحاً». لكن هذه التصريحات بدت سابقة لأوانها مع تجدُّد إطلاق النار بعد ظهر أمس، ما دفع القوات إلى استئناف أعمال المطاردة. وأعلن المكتب الصحفي للحكومة عودة مودي من جولةٍ في جنوب البلاد لرئاسة اجتماع على مستوى عال مع مستشاريه للأمن القومي وفريق السياسة الخارجية. وشوهدت عربات عسكرية تدخل وتخرج من القاعدة بينها عربةٌ لإزالة الألغام. ومازال الحراس في حالةٍ تأهب في الوقت الذي ردَّد محتجون شعارات غاضبة.