العمل الاحترافي عمل تكاملي ونجاحه يتطلب الكفاءة الإدارية والإنتاجية العملية، والإخلال بهاتين الركيزتين ينعكس سلباً على جودة العمل ويزيد من رقعة التخبطات العملية في شتى المجالات،وفي المجال الرياضي نجد أن تلك النظرية الإدارية مفقودة بسبب الفوضى اللجانية في الاتحاد السعودي لكرة القدم بعد سلبيات عملية متكررة ، والعشوائية الإدارية سمة بارزة وعنوان للفشل في إدارة دفة الأحداث الرياضية ، ولعل الحدث الأبرز بالساحة الرياضية خلال اليومين الماضيين الذي أشعل فتيل غضب الشارع الرياضي ، ووضع علامة استفهام على طريقة عمل لجنة الانضباط خروج رئيسها خالد البابطين قبل المباراة بساعتين وإعلان قرارين انضباطيين ، الأول بحق لاعب الاتحاد أحمد عسيري استناداً على شكوى نادي الأهلي ، وقرار آخر تجاه لاعب الاهلي محمد أمان بداعي العنصرية حسب شكوى نادي الاتحاد. توقيت صدور القرارين قبل المباراة يعتبر انعكاساً لسلبية عمل اللجنة وعدم إلمام رئيسها بالمشهد الرياضي وكيفية التعامل مع الأندية، مما دفع اتحاد القدم لتعطيل القرار بشكل مؤقت بسبب صدوره في وقت متأخر ، وحرصاً على عدم إرباك الفريقين ، وزاد الأمر تعقيداً تغريدات رئيس لجنة الانضباط باستخدام الحساب الشخصي للعمل الرسمي متجاهلاً الطرق الرسمية والخطوات المتبعة في طريقة الإعلان عن العقوبات الانضباطية من خلال المخاطبات الرسمية، ولم يقف عند هذا الحد بل رمى كرة الثلج باتهام اتحاد القدم بإخفاء شكوى نادي الاتحاد تجاه محمد أمان ووضع الشكوى في الأدراج بدلاً من إرسالها للانضباط ، وهذا الاتهام خطير وإذا ثبتت صحته فهو يعكس غياب العدالة ونحر المساواة من اتحاد يفترض عليه أن يقف مسافة واحدة من الأندية ويتعامل بسواسية، ويترك سياسة الانحياز ، وكان لناديي الاتحاد والأهلي ردة فعل عبرا من خلالها عن استيائهما واستغرابهما من إعلان القرار قبل المباراة بساعات قليلة وطريقة تعامل رئيس لجنة الانضباط ، من خلال مطالبته بإخذ إفادة اللاعبين عبر الجوال بأسلوب غير احترافي ولا يتواكب مع الأنظمة المتبعة .